135

ولما عاد إلى حضرموت غدر بعمه السلطان بدر بن عمر، وكان أطوعهم للإمام عليه السلام فنجى بنفسه إلى الإمام مستغيثا(1) به، فوجه معه الإمام المخارج التي لم يسبق إلى مثلها في (أرض)(2) اليمن، ولحق المسلمين بسبب ذلك المشاق في ذلك الزمن، وعاد أجناد الإمام عليه السلام وجعفر المذكور في ظفار على عتوه وغفلته، بعد الاستيلاء على جهات حضرموت، وأرجعها الإمام عليه السلام إلى بدر بن عمر، فرجع الإمام عليه السلام في أمره إلى الله سبحانه وتعالى فلم يشعر الإمام إلا بخروجه من ظفار لائذا بعمه بدر بن عمر يستأمن له الإمام عليه السلام، ثم وصل إليه عليه السلام.

ومنها: أنه لما وصل إلى شهارة، وكان الماء فيها منقطعا إنما يحمل إليها من خارجها، ولما دخل عليه السلام بيته أخبروه أنهم لا يقدرون على تحصيل الماء، وكذا غيره من البيوت، فخرج عليه السلام إلى حجرة (ثم دعى)(3) الله سبحانه فما رجع إلا وقد أرسل الله مطرا غزيرا، وقد ابتلت ثيابه عليه السلام والماء يقطر من لحيته، وكانت آية باهرة؛ فارتوى الناس، ودخل برك المساجد ما كفى.

ومنها: ما اشتهر في أيام الجراد أن من نذر على الإمام عليه السلام دفع الله عنه ضرها، حتى أن بعض الناس نذر بشيء من ذلك فأكلت الجراد ما فوق أرضه(4) وتحتها، ولم تضر على الناذر شيئا.

ومنها: امتثال أهل الحرمين الشريفين [له، وكان محسنا إليهم، حتى بلغت الصدقة التي كان يرسلها إليهم في كل عام أربعة عشرألف، وكانوا ممتثلين](5) أوامره ونواهيه (وقبول قوله، والاعتزاء إليه وإعطائهم ليس واجب عليه؛ لأن موادهم) (6) من مصر والشام والعراق.

صفحة ١٣٤