102

وكانت وفاته عليه السلام ليلة الأحد وقت [صلاة](1) العشاء الآخرة، سابع شهر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وتسع مائة، وحضر وفاته، ودفنه [ولده](2) المطهر وعبدالله، ومشهده المقدس بحصن الظفير مشهور يماني مشهد جده المهدي لدين الله عليه السلام.

* * *

وبعد موت(3) الإمام جرى بين المطهر والأتراك حرب(4) يطول ذكرها، وتوفي المطهر سنة ثمانين وتسع مائة وحصل اضطراب من بعد وفاته بين أولاد الإمام و[بين](5) الأتراك.

الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي المؤيدي عليه السلام

وفي خلال ذلك ذلك كانت دعوة الإمام الناصر (لدين الله)(6) الحسن بن علي بن داوود المؤيدي -عليه السلام-.

دعا سنة أربع وثمانين وتسع مائة في نصف (شهر)(7) رمضان الكريم واجتمعت إليه الشيعة في بلاد صعدة، فبايعوه عليه السلام وخرج منها إلى جبل الأهنوم، وأشتعلت الأرض بقيامه عليه السلام على المفسدين نارا، وفتح بكتبه ورسله قرى وديارا، ودخل في طاعته بعض أولاد الإمام عليه السلام، وقبض عبدالله بن المطهر وأودعه السجن، ثم توجه بجمع واسع لأخذ بلاد همدان، فواجه أكثرها، وخرج من صنعاء الأمير سنان فما زال الحرب بينهم سجال.

وفي سنة ثلاث وتسعين وتسع مائة في شهر رمضان افتتح سنان جهات الأهنوم، وانحصر الإمام عليه السلام في محل يقال له: الصاب، ودعا (إلى السلم)(8) فأجاب، وخرج إلى يد سنان في سادس عشر شهر رمضان، وهذا من عجائب الاتفاق قيامه عليه السلام في نصف رمضان وأسره (في مثله)(9).

ووصل الإمام عليه السلام صحبة سنان إلى الباشا حسن آخر يوم من رمضان فأودعه الحفظ، ثم قبض أولاد المطهر الأربعة: لطف الله، وعلي، ويحيى، وحفظ الله، وغوث الدين.

صفحة ١٠٠