تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

أنتونيا فيرينباخ ت. 1450 هجري
78

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

تصانيف

قالت معترضة وبدت غير سعيدة بالخطة: «لكنكم لا تعرفون حتى من سيقوم بالتحاليل؟»

حاولت فاندا أن تبدو عفوية: «سمعت عن مختص في نيويورك، يدعى نادريان سيمان. متخصص في علم البلورات، ويبدو مناسبا للمهمة.» راقبت كيف تسمرت زابينة، ثم أخذت الصديقة نفسا عميقا، وقالت بصوت خفيض: «لقد فكرت فيه أنا أيضا، بل إنني حاولت الاتصال به.» ثم سكتت قليلا، «لكن الرسالة صادرتها الجمارك الأمريكية.» ثم واصلت بصوتها الخفيض: «ثمة منع لدخول المواد العضوية. كنت صادقة أكثر من اللازم وأعلنت بغباء أن الطرد يحتوي على مواد حيوية نشطة، سيقومون بإعدامه. ما نفعله الآن هو الفرصة الأخيرة.»

وأخيرا، فكرت فاندا بارتياح، كانت سعيدة أنها لم تضطر للإفصاح عما اكتشفته سرا في شقة زابينة. لم تكن تريد أن تثير حفيظتها بأكثر مما فعلت. «هناك أيضا عنوان آخر يمكننا اللجوء إليه في النهاية، لكنه أيضا هناك في أمريكا، سأستوضح أولا عن كيفية تمرير المادة هذه المرة عبر الحدود، لكن هذه هي الخطة (ب). علينا أولا أن نحصل على المادة.»

عادت بيترا لإلحاحها: «إذن غدا في الظهيرة الخطة (أ)؟ معظمهم يكون ساعتها بالمطعم.»

تذكرت فاندا حفل الصيف، ونظرات ميشائيل الهانئة، وساقي بيترا العاريتين ترتاحان باسترخاء على ركبتيه. لم تكن متأكدة إن كان ميشائيل الذي يبدو دائما متفانيا في عمله من الممكن مخاطبته في المعمل، لكن الذي تحدث الآن كان يوهانيس: «لا يمكن لأحد أن يخطئ، وإلا فسيجدني أنا في ظهره.» فردت بيترا وهي تمسد ذراعه بود: «لا لا لا يا يوهانيس. اتركني فقط أعمل، إن هذا مجرد تمرين سهل بالنسبة لي.»

قالت فاندا محذرة: «من فضلك يا بيترا لا نريد مناورات تعرضنا للخطر ... إذا أفسدت الأمر فسينفجر في وجوهنا جميعا.»

ابتسمت بيترا ابتسامة تشي بالكثير، ولعقت فمها بطرف لسانها. هذه المرة ومضت أسنانها المنتظمة بشكل يدعو إلى الحسد كحبات لؤلؤ صغيرة متراصة في الفرجة بين الشفتين. «سأقوم بجذبه إلى حمام السيدات، تعرفونه؟ ذاك المستقل الصغير إلى جوار غرفة النظافة.» ضحكت وهي تقول: «ستنجح الخطة، أضمن لكم ذلك، لقد نجحت بروفة سابقة.» فتأملتها فاندا متسائلة. «لقد حدث هذا من قبل.» قالت بيترا، ثم فردت ظهرها لدرجة مطت ملابسها العلوية شديدة الضيق فوق نهديها، فبرزا مثل شراعي زورق تدفعهما الرياح، وواصلت حديثها: «أنا متأكدة أنه سيسعد بلعب دوره في المسرحية مرة أخرى.» وبعد فترة صمت قصيرة قالت: «أنت يا يوهانيس. أنت عليك أن تحضر مفتاح دولاب السموم ثم تعيده إلى مكانه مرة أخرى، بحسب علمي هو يضع المفتاح في درج المكتب العلوي الأيسر، في الصندوق الصغير إلى جوار دبابيس الدباسة. لا يكون الدرج مغلقا بالمفتاح طوال اليوم، سأمنحك عشر دقائق للعملية برمتها، لا أكثر ولا أقل!»

كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة بقليل حين دخلت فاندا إلى طرقة منزلها، هذه المرة كان النور يضيء السلم. وجدت في صندوق البريد ظرفا أبيض اللون يحمل ختم موثق العقود. تذكرته. كان نفس الشخص الذي راسلها وهي في أمريكا، وحين فتحت الشقة افتقدت الشعرة التي بدأت تثبتها في الآونة الأخيرة ما بين الباب وحلقه، بعد أن قررت أن الخدعة التي تستخدم فيها قصاصة الورق مكشوفة أكثر من اللازم، ففي الحمام يتساقط شعر كثير، وكانت دائما ما تجد واحدة طويلة وداكنة اللون بحيث تناسب المهمة، لكنها سرعان ما نحت المسألة جانبا؛ لأنها لا تذكر إن كانت قد تذكرت وضع هذه الوسيلة التحذيرية موضع التنفيذ أم لا، نظرا لأنها غادرت في الصباح على عجل. وفي مكان ما بين الطرقة والمطبخ وضعت حقيبة يدها لتسقط مدوية على الأرض، كما خلعت معطفها وألقته على ظهر الكرسي المجاور لطاولة الطعام الصغيرة الموضوعة تحت نافذة المطبخ. ظلت تنقب في الدرج عن السكين الحاد، فهكذا كانت تحب فض المظاريف. كان قطع المظروف من حافته العلوية بنظافة يمثل لها تجربة نجاح سريعة ورائعة.

كان ورق الخطابات السميك يحمل الأحرف الأولى لمكتب استشاري محاماة بمدينة جوترسلوه، أما النص فقصير ورسمي ويطالبها بالاتصال بهم في غضون أسبوعين. كان الأمر يتعلق بالميراث، وشعرت بتلك الوخزات تعاودها في صدرها. لم تكن تريد أن ترث شيئا البتة؛ تحديدا من والديها، ألا يستطيع روبرت أن ينهي هذه المسألة بمفرده؟ في الغالب سيتعين عليها أن توقع أوراقا ما. وماذا لو ظهرت ديون؟ لن يعفيني روبرت أبدا منها، هذا هو ما آل إليه. محاسب. ألا يعمل في بنك؟ الأفضل أن أنتهي من هذه المسألة في القريب العاجل، لكنها لم تكن تريد أن تسافر بالقطار؛ فهذا من شأنه أن يجعلها معتمدة على مواصلات ضعيفة في تلك المنطقة الريفية، وتحت رحمة أخيها ومزاجه. كانت تنقبض لفكرة أنها من الممكن ألا تتمكن من الخروج من هناك بالسرعة الكافية. ربما من الممكن أن يعيرها يوهانيس سيارته يوم الجمعة. سقطت نظراتها على حافة النافذة، وكان هناك إلى جوار قائمة سنايدر خطاب طبيب الأسرة. ظلت تديره لبعض الوقت بين يديها. شعرت بالقلق. أولا مكالمات هاتفية، ثم ثانيا هذا الخطاب. ربما لا يكون سوى كشف الحساب. لكن حساب ماذا؟ وفي حركة واحدة فتحت الظرف. كان فتحه أسهل من قراءته. طلب منها دكتور جليزر أن تحضر لعيادته للقيام بفحص آخر. كان الشيء الغامض الذي ذكره الدكتور لا يزال يشغل بالها، وهي تحاول محاولات غير مجدية أن تنام. لاحقتها صور وأزعجتها. وفجأة وجدت أمامها وجه جونتر هيلبيرج شاحبا وغريبا، وفئرانا بيضاء نافقة في ازدياد مستمر مكونة كثيبا لا يمكن تقدير حجمه، ثم إضافة لذلك ماري كامبل وهي تقول بصوت متحشرج: «ننتظر لنعرف.»

الفصل السابع والعشرون

صفحة غير معروفة