198

تثبيت دلائل النبو

الناشر

دار المصطفى-شبرا

رقم الإصدار

-

مكان النشر

القاهرة

ويعلموا «١» انه مثل من تقدمه من الانبياء. وتدعون التصوف والتقشف وطول الصيام والصلاة، والنهي عن حمل السيف. وليس في دين النصارى والمنانية والديصانية واشباههم حجة، فهم يخدعون الناس بلبس الصوف وإظهار الزهد. ومثل هذا من جهلهم ومخاريقهم انهم يعيبون محمدا ﷺ باتخاذه النساء، وهم يعلمون ان آدم ونوحا وابراهيم ولوطا واسحق ويعقوب والأسباط وموسى وهرون وداود ويوشع وغيرهم ممن يقولون بنبوته ويشهدون بصواب مذهبه، قد اتخذوا من الازواج والسراري مثل ما اتخذ هؤلاء، بل فيهم من قد اتخذ في ذلك اضعافا مضاعفة كما كان لداود وأمثاله. والروم هم اصل النصرانية ولكنهم لم يجدوا في رسول ﷺ مغمزا فعابوه بحمل السيف واتخاذ الأزواج، وهم يعيبون هذا منه صلى الله عليه ويدعون ان الله قد اتخذ مريم اما لولده واتخذ الولد لنفسه وان لم يسموا «٢» مريم زوجة. ومن عجيب ديانتهم، ان المذنب منهم يقول للقس والراهب: اعمل لي مغفرة وتوبة وتحمل ذنوبي، ويجعل له على ذلك جعالة على مقداره في الغنى والفقر، فيبسط القس كساءه ويأخذ الجعالة ثم يقول للمذنب: هات الآن واذكر لي ذنوبك/ ذنبا ذنبا حتى اعرفها وأتحملها. فيبتدىء ذلك المذنب رجلا كان او امرأة ملكا او سوقة فيذكر ما قد فعله شيئا شيئا، حتى يقول: هذه هي كلها، فيقول له القس: انها عظيمة ولكن قد تحملتها

(١) في الاصل: ويعلمون (٢) في الاصل: يسمون

1 / 190