وهناك مخطوط من ديوان جامي كان في مجموعة ديموت
Demotte
ويرجع إلى سنة 983ه/1575م ولكنه يحوي صورة بديعة جدا تمثل لقاء رجل وامرأة، وعليها توقيع الفنان عبد الله مصور، وبها كل خصائص الصور في أواخر القرن التاسع (الخامس عشر). وفي الحق أن التصوير في بلاد ما وراء النهر لم يجد مرتعا خصبا، ولم يزدهر مدة طويلة، ومع ذلك قد حفظه جموده وعدم تطوره من مثل الاضمحلال الذي سار في طريقه التصوير في العصر الصفوي منذ منتصف القرن العاشر (السادس عشر).
ومهما يكن من شيء فإن التصوير في بخارى ينتهي عصره قبيل انتهاء القرن العاشر (السادس عشر) وتصبح بلاد ما وراء النهر غريبة عن التصوير الفارسي غرابتها عنه قبل سقوط التيموريين.
24
الفصل السادس
المدرسة الصفوية
كان حكم الصفويين في إيران عصر رخاء وتقدم، فعرفت البلاد في القرنين العاشر والحادي عشر (السادس عشر والسابع عشر) وفي الربع الأول من القرن الثاني عشر تطورا كبيرا في الفنون، وبلغت صناعة التصوير في النصف الأول من حكمهم الطويل درجة عظيمة من الإبداع والإتقان. لا غرو فإن استيلاء الشاه إسماعيل على هراة 907-930ه/1502-1524م وهجرة الفنانين إلى عاصمته تبريز، ثم تعيينه بهزاد مديرا لدار الكتب الملكية، وهي في ذلك الوقت أشبه شيء بمجمع الفنون الجميلة، نقول إن ذلك كله كان باعثا على نشأة مدرسة جديدة على رأسها خير من أنجبتهم هراة من مصورين، ومن ثم كانت الصلة وثيقة بين فن المدرسة الصفوية في أول عهدها وبين التقاليد الفنية التي سادت في الوسط الذي عمل فيه بهزاد وزملاؤه وتلاميذه.
على أن الحروب التي خاض غمارها الشاه إسماعيل جعلت نصيبه في تعضيد الفنون أقل من نصيب ابنه الشاه طهماسب، الذي خلفه على عرش إيران سنة 930ه/1524م وظل يحكم البلاد حتى سنة 984ه/1576م.
وقد كان الشاه طهماسب نفسه مصورا ماهرا، تلقى الفن على المصور المشهور سلطان محمد، وكانت بينه وبين بهزاد وأغا ميرك صداقة طيبة.
صفحة غير معروفة