وتمثل الصورة الثانية شخصا يزور صديقا ألزمه المرض الفراش، وزينت ملابس الزائر وأصحاب البيت وسرير المريض بفروع نباتية وخطوط هندسية،
10
وفي هذا المخطوط تأثر بفن التصوير في أواسط آسيا.
اللوحة رقم 5
شكل 8: أمير على عرشه وأمامه بهلوان (المدرسة العراقية سنة 734ه. من مخطوط لمقامات الحريري بالمكتبة الأهلية في فينا).
وقد ظن بعض العلماء أن جزءا من هذه الصور التي تنسب إلى مدرسة بغداد إنما صنع في أفغانستان تحت رعاية الدولة الغزنوية، حيث نظم الفردوسي الشاهنامة في غرفة تزينها الصور كما يقولون، ولكن الحقيقة أنه ليس هناك دليل ثابت على أنه صنع في أفغانستان أو في بخارى أو خيوه أو الري صور تخالف في الطراز ما ينسب إلى مدرسة بغداد؛ فإن الأثر الفارسي كان سائدا في شرق الإمبراطورية الفارسية وفي وسطها. وفضلا عن ذلك فالخزف الذي ينسب إلى مدينة الري يحمل نقوشا كثيرة الشبه في الصناعة واللون بتلك التي وصفناها في هذا الفصل.
وهناك صور في مجموعة (البوم) بمكتبة إسطنبول نشرها الأستاذ ساكسيان في كتابه عن التصوير الفارسي، وأرجع تاريخها إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري (النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي) مدعيا أنها من صناعة هذه المدرسة التي ظهرت في شرقي إيران،
11
ولكن يخالفه في الرأي أكثر مؤرخي الفن الإسلامي، والواقع أن هذه الصور لا يمكن إرجاعها إلى ما قبل العصر المغولي.
12
صفحة غير معروفة