الفصل الرابع فى علاج سيلان الدموع الحارة الدائمة الى العينين الفصل الرابع فى علاج سيلان الدموع الحارة الدائمة الى العينين اذا كانت الدموع دائمة وكان سيلانها من العروق التى على قحف الرأس من خارج ولم يكن ينتفع فيها بشىء من علاج الطب بالأدوية ورأيت وجه العليل قد احمر ويحس فى جبينه دبيبا كدبيب النمل وعيناه مهزولتان رطبتان قد تأكلت اشفارهما وتشبطت اجفانهما من حدة الدموع فاضطرت الاوائل فى علاجها الى هذا العمل ويسمونه العلاج بالسيف، وهو أن تأمر العليل بحلق الشعر الذى فى جبهته ثم تشق فى الجبهة ثلاثة شقوق متوازية على طول الجبهة ويكون طول الشق نحو أصبعين الشق الواحد موازيا لطول الأنف فى وسط الجبهة والثانى على البعد قليلا من حركة العضل الذى فى الصدغ والثالث من الجهة الأخرى وتحفظ من قطع الشريانين اللذين فى الجانبين وأبعد يدك من اتصال الفكين ويكون بعد كل شق قدر ثلاث اصابع مضمومة وليكن معك قطع إسفنج معدة او خرق ناشفة كثيرة بما تنشف الدم ثم تدخل المبضع الحاد الطرفين الذى هذه صورته: من الشق الذى يلى الصدغ الى الشق الأوسط وتسلخ به جميع الجلد الذى فيما بين الشقين مع الصفاق الذى على العظم ثم تفعل ذلك ايضا من الشق الأوسط الى الشق الثالث ثم تخرج هذا المبضع وتدخل فى الشق الأول ايضا آلة أخرى تسمى سكينية حادة من الجهة الواحدة وملساء غير حادة من الجهة الأخرى وهذه صورتها: وتصير جانبها الحاد الى فوق نحو اللحم الملصق بالجلد وجانبها الأملس نحو العظم وتدفعها حتى تنتهى الى الشق الأوسط وتقطع بها جميع الأوعية التى تنزل من الرأس الى العينين من غير أن يصل القطع الى ظاهر الجلد ثم تفعل ذلك فى الشق الأوسط الى الشق الآخر، وبعد أن يسيل من الدم القدر المعتدل تعصر المواضع من قطع الدم الجامد ثم تصير فى كل شق فتيلة من قطن بال وتضع عليها رفادة قد بلت بشراب وزيت او خل وزيت لئلا يحدث ورم حار وفى اليوم الثالث تحل الرباط وتستعمل التنطيل الكثير بالماء الفاتر ثم تعالجه بمرهم الباسليقون بدهن الورد وسائر ما تعالج به الجراحات الى أن يبرأ إن شاء الله،
صفحة ١٨٧