211

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

تصانيف

رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك، وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة، وتول أمري، وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله سبحانه.

فأخذ علي برأسه، ووضعه في حجره، فاغمي عليه، فبكت فاطمة، فأومأ إليها بالدنو منه، فأسر إليها شيئا فضحكت وتهلل وجهها.

فسئلت عن ذلك، فقالت: أعلمني أني أول أهل بيته لحوقا به.

[قبض النبي (صلى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه، وما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا المعنى]

ثم قضى (صلى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه، ففاضت نفسه (صلى الله عليه وآله)، فرفعها أمير المؤمنين إلى وجهه فمسحه بها، ثم مد عليه إزاره، واستقبل بالنظر في أمره. (1)

ومما قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في نهج البلاغة في هذا المعنى:

وقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) أني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص (2) فيها الأبطال، وتتأخر الأقدام، نجدة (3) أكرمني الله بها.

ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن رأسه لعلى صدري، وقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي، ولقد وليت غسله (صلى الله عليه وآله) والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية؛ ملأ يهبط، وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة (4) منهم، يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا؟ فانفذوا على بصائركم، ولتصدق نياتكم في جهاد

صفحة ٢٣٨