تسلية أهل المصائب
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وللإمام أحمد والنسائي: نهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد فليزر، ولا يقول هجرًا.
«وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ استأذنت ربي، أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي» .
رواه مسلم.
وفي لفظ له: «زار قبرها، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي، أن أستغفر لها، فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت» .
«وعن علي ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة» .
رواه الإمام أحمد.
ورواه ابن ماجة، «من حديث ابن مسعود، وفيه: فزوروها، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة» .
ورواه أحمد أيضًا، «من حديث أبي سعد مرفوعًا، وفيه: فزوروها، فإن فيها عبرةً» .
وفيه دليل لمن جوز زيارة القبور للنساء.
وللعلماء فيها ثلاثة أقوال:
أحدها: تحريمها عليهن، لحديث لعن الله زوارات القبور.
الثاني: يكره.
والثالث: يباح، لما تقدم، فالنساء يدخلن في خطاب الرجال على الصحيح عند الأصوليين.
«وعن عائشة ﵂ قالت: ألا أحدثكم عن رسول الله ﷺ وعني؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي، التي كان رسول الله ﷺ فيها عندي، وضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا، وجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري،
1 / 95