227

تسلية أهل المصائب

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة، هؤلاء عتقاء الله؟ الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، ثم يقال: ادخلوا الجنة، فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا، أعطيتنا ما لم تعط لأحد من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: ربنا، وأي شيء أفضل من هذا؟ فيقول رضائي، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» .
«وفي حديث أنس بن مالك وذكر فيه الشفاعة، مرة بعد مرة، وأنه ﷺ قال: في الآخرة، فأقول: رب، أي رب، أئذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: الله: وعزتي وجلالي، وعظمتي وكبريائي، لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله» .
و«في رواية مسلم: ليس ذلك لك أو إليك» الحديث.
فصل - في رحمته وسعت كل شيء
«وقد أخبر الله تعالى: أن رحمته وسعت كل شيء، وأنه كتب على نفسه الرحمة، وقال: سبقت رحمتي غضبي، وغلبت رحمتي غضبي»، فالجنة دار رحمته، والنار دار غضبه، فثبت أن الجنة ينشأ لها خلقًا في الآخرة، ويدخلها أيضًا من دخل النار أولًا، ويدخلها الأولاد بعمل الآباء، فثبت أن الجنة يدخلها من لم يعمل خيرًا قط، وثبت أن النار لا يعذب أحد فيها بغير ذنب، فرحمته واسعة.
حتى إن جماعة من المفسرين، ذكروا قصة فرعون: قال جبريل: يا محمد، لو رأيتني، وأنا أدس الطين في في فرعون، مخافة أن يقول فرعون كلمة يرحمه الله بها، فهذا جبريل من أعظم رسل الملائكة، قد علم سعة رحمة الله، ففعل ذلك مخافة إدراك الرحمة له، مع أنه قال: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ .
فصل - في أن من مات موحدًا داخل الجنة
ومما ينبغي أن يعلم، أن مذهب أهل السنة والجماعة من السلف والخلف، أن من مات موحدًا أدخل الجنة قطعًا على كل حال، فإن كان سالمًا من المعاصي، كالصغير، والمجنون الذي اتصل جنونه بالبلوغ، والتائب توبة نصوحًا صحيحة

1 / 235