تسلية أهل المصائب
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
ودعاء النبي ﷺ للميت الذي صلى عليه، وشرع الله ذلك له، وشرعه لكل من صلى على ميت بقوله: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وكذلك: اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه» الدعاء المشهور المعروف.
وأما وصول العبادات المالية المحضة، كالعتق والصدقة ونحوهما: فجمهور العلماء من أهل السنة والجماعة على وصول ثوابها إلى الموتى، كما يصل إليهم الدعاء والاستغفار، وأما وصول ثواب الأعمال البدنية كالصوم والصلاة والقراءة ونحو ذلك، فالصحيح الوصول، وهو مذهب الإمام أحمد وأبي حنيفة وطائفة من أصحاب مالك والشافعي، لما يأتي من الأحاديث بعد إن شاء الله.
فصل: في الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب
قد تقدم قوله تعالى: ﴿والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ .
وقال تعالى: ﴿واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾، وقال تعالى: ﴿الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم﴾ فلو لم ينفعهم ذلك، لم يخبر الله تعالى به ترغيبًا.
وأما الأحاديث، فمنها: ما روى الإمام أحمد «من حديث الحسن بن سعد بن عباده، أن أمه ماتت، فقال: يا رسول الله، ماتت أمي، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قال: قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء»، قال الحسن: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة.
ورواه النسائي أيضًا.
ومنها: «عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله ﷺ: اقرؤوا يس على موتاكم» .
رواه أبو داود وابن ماجة، ورواه الإمام أحمد، و«لفظه: يس قلب
1 / 178