تسلية أهل المصائب
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وقال هشيم: حدثنا خالد بن صفوان، قال: حدثني زيد بن علي، أن ابن عباس كان في مسير له، فنعي إليه ابن له، فنزل فصلى ركعتين، ثم استرجع، وقال: فعلنا كما أمرنا الله: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾ .
وقال أبو الفرج بن الجوزي: روي عن أم كلثوم - وكانت من المهاجرات أنه لما غشي على زوجها عبد الرحمن بن عوف ﵁ خرجت إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة.
وحكى سعيد بن منصور، عن الحجاج، عن ابن جريج ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾ قال: إنهما معونتان على رحمة الله.
«وعن - ابن مسعود ﵁ قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك، فقلت يا رسول الله، إنك توعك وعكًا شديدًا، قال: أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: أجل، ذلك كذلك، مامن مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقه، إلا كفر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها» .
رواه البخاري ومسلم.
والوعك: مغث الحمى، وقيل: الحمى.
«وعن خباب بن الأرت ﵁ قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ، وهو متوسد بردة له، في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» .
رواه البخاري.
«وفي الترمذي أن رسول الله ﷺ، قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمنرضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط» قال الترمذي: حديث حسن.
«وعن أنس ﵁ قال: كان ابن لأبي طلحة ﵁ يشتكي،
1 / 138