تسلية أهل المصائب
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وإنا إليه راجعون، عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها» .
فانظر رحمك الله إلى ما آلت إليه، حين احتسبت وصبرت، ورضيت وركنت، واتبعت السنة، وقد تقدم نحو ذلك.
«وعن أبي سعيد الخدري ﵁ أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفذ ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» .
رواه البخاري ومسلم.
«وعن صهيب بن سنان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له» .
رواه مسلم.
«وعن أنس بن مالك ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله ﷿، قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما الجنة» - يريد عينيه - رواه البخاري.
«وعن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس ﵄ ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ﷺ، فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك.
فقالت أصبر، ثم قالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها» .
رواه البخاري ومسلم.
«وعن أبي سعيد وأبي هريرة ﵄ عن النبي ﷺ، قال: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» .
رواه البخاري ومسلم.
الهم: على المستقبل، والحزن: على الماضي، والنصب: التعب، والوصب: المرض.
1 / 136