128

تسلية أهل المصائب

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

وإنا إليه راجعون، عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها» . فانظر رحمك الله إلى ما آلت إليه، حين احتسبت وصبرت، ورضيت وركنت، واتبعت السنة، وقد تقدم نحو ذلك. «وعن أبي سعيد الخدري ﵁ أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفذ ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» . رواه البخاري ومسلم. «وعن صهيب بن سنان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له» . رواه مسلم. «وعن أنس بن مالك ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله ﷿، قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما الجنة» - يريد عينيه - رواه البخاري. «وعن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس ﵄ ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ﷺ، فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. فقالت أصبر، ثم قالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها» . رواه البخاري ومسلم. «وعن أبي سعيد وأبي هريرة ﵄ عن النبي ﷺ، قال: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» . رواه البخاري ومسلم. الهم: على المستقبل، والحزن: على الماضي، والنصب: التعب، والوصب: المرض.

1 / 136