114

تسلية أهل المصائب

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

الحكمة في العيادة منتفية في التعزية وهو رجاء إسلامه، والله تعالى أعلم. والرواية الثانية - لا يجوز «لأن النبي ﷺ قال: لاتبدؤوهم بالسلام» . قال بجواز تعزيتهم عن مسلم، يقال له: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك، وعن كافر: أخلف الله عليك، ولا نقص عددك، ويقصد زيارة عددهم لتكثر جزيتهم. وقال أبو عبد الله بن بطة: لا بأس أن يقول في تعزية الكافر: أعطاك الله على مصيبتك أفضل ما أعطي أحد من أهل ملتك. وقد روى أبو عبد الله المرزباني بإسناده، عن الحسن نحوًا مما قال ابن بطة، ولكن لفظه: أجزاك الله على مصيبتك بأعظم مما جازى به أحد من أهل ملتك. وروى أبو موسى المديني بإسناده، «عن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دعوتهم لأحد من اليهود أو النصارى، فقولوا: أكثر الله مالك وولدك» . فصل: في الألفاظ التي وردت في التعزية عن النبي ولم يرد في التعزية شيء محدود، إلا أنه يروى «أن النبي ﷺ عزى رجلًا فقال: رحمك الله وآجرك» رواه الإمام أحمد، وعزى أحمد أبا طالب، فتوقف على باب المسجد، فقال: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك. «وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: لما توفي رسول الله ﷺ، وجاءت التعزية سمعوا قائلًا يقول: إن في الله عزاءمن كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا، من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجعوا، فإن المصاب من حرم الثواب» . ورواه الشافعي في مسنده. وروى الحاكم في مستدركه، وقال: صحيح الإسناد، «من حديث أنس بن مالك ﵁ قال: لما قبض رسول الله ﷺ أحدق به أصحابه، فبكوا حوله فاجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة،

1 / 122