يا شاهرا سيف انتصار قد حكى
طرة صبح تحت أذيال الدجى
ومشعلا نيرانه في كفرهم
مثل اشتعال النار في جزل الغضى
وآمن يبسا روضهم بجيشه
من بعد ما قد كان مجاج الثرى
وقاذفا ملوكهم في هوة
لا تستبل نفس من فيها هوی
ومن جرى أبغاله إلى مدى
فاعتاقه حمامه دون المدی
واستنزل الأعداء قسرا وهي من
عقاب لوج الجو أعلى مستمی
ومن له الخيل التي قد أصبحت
ناشرة أكبادها قب الكلى
يحملن كل شمري باسل
شهم الجنان خائض بحر الوغي
لو مثل الحتف له قرنا لما
صدته عنه هيبة ولا انثني
ولو حمى المقدار عنه مهجة
لرامها أو يستبيح ما حمى
والناس ألف منهم كواحد
وواحد کالألف إن أمر عنى
قلاون الملك الذي سما به
قوم هم للناس غيث وجدی
هذا الذي ما زال بسمو للعلا
بفعله حتى علا على العلى
لو كان يرقي أحد بجوده
ومجده إلى السماء لارتقى
كم للتتار كسرة بسيفه
فيها العمي أولى بهم من الهدى
قد أصبحت سيرته جميعها
فيها حديث حسن لمن وعى
كم قال يوما للعدی حسامه
أنا لدي الداء الدفين كالدوا
كم قلعة من مثل صهيون ومن
برزئه قد فض لها صلد الصفا
ومرقب مخلولق أرجاؤه
مستصعب الآفاق وعر المرتقى
أوفاه والشمس تمج ريقها
والظل من تحت الحذاء كالحذا
وكم له من بعدها من نصرة
يعرق أعداء بها عرق المدي
لا زالت الأقدار تحمي ملكه
من حيث لا يدرى ومن حيث دری
تغدو المنايا طائعات امره
ترضى الذى يرضى وتأبي ما أبى
صفحة ٨٤