ولما استنفدت بالصدقة وشملتها التفرقة شرع المدرسون في ذكر الدروس واحد بعد واحد بين يديه. وقرأ القراء صوتا واحدا ف وا الدنيا بحسن أصواتهم وطبب اننامهم ودي له والإجابة تتلقى حسن إفهامهم. وقام من مجلسه هذا وجاز إلى المارستان نجلس بالإيوان الكبير، وأجريت المياه. وكانت تخوت المرضى الجدد قد فرشت بالقرش الماني والحف المتابي والسكاكجات المطرزة والمخاد المتابي والتطوع على قدر المرضى وعلى طبقاتهم. واستدعی مولانا السلطان القضاة الأربعة والأئمة والعلماء والحكماء جميعهم، وأحضرت الأثرية، فأخذ مولانا السلطان أما بيده فيها شراب، وقال: قد وقفت هذا المكان على من يكون مثلى فين دون إلى أنهی طبقات الغني والفقر والمشكلة في هذا المكان من الحاضرين به واليقمين فيه إلا ما كان من ترياق أو مفرح وغير ذلك من عقاقير معلومة الوجود عند العطارين وفي الأسواق. وأشهد على نفسه بذلك وأحضر إليه طمامه الختم بنفسه على عادته، فأكل وأطعم الناس وفرقت الأشربة على الحاضرين. ثم قام ودخل الشراب خاناه فرای ما غنى بها من الأثرية والعقاقير والأدوة والآلات والأواني، ثم خرج وطاف بالمارستان، ثم خرج إلى القبة الشريفة فجلس بها، وقرا القراء، وذكر مدرس الحديث بها أحاديث وتكتم عليها ودرس المر بها، وأخذ شيئا من التفسير والفقه.
صفحة ١٢٧