تشا تشنبيف السمع بانسلاب الرمع} تاليف {العلامة الصفدى شارع لامية العجم) (الطبعة الأولى سنة 9321 هجريه)
(طبع بمطبعة الموسوعات بشارع باب الحق بمصي 2 سس سر ند
صفحة ١
============================================================
تشا {تشفيف السمع بانسلاب الرمع} تاليف {العلامة الصفدى شارع لامية العجم} (الطبعة الأولى سنة 321" هجريه) (طبع بمطبعة الموسوعات بشارع باب الحلق بمصى 9س 2
صفحة ٢
============================================================
(2) 5 ع 16 م الله الرمن الحيم 2 111 ال
65 الحمد لله الذى جعلنى ممن سما بالعلم وسمح . وصحا قلبه من سكرة الجهل وصح * وملا قلعه ملا الآداب بالملح* ورآى شفاء سطوره فرشف منها اللما حين لمح ء احمده حمد من اقتدي بالحدى فاضاء له ما اقتدح * وضرب صنحا عن حاسده واتقى لما اتقح. وورد منهل التفويض الى الله تعالى فصفا له لما صفح . ومل الي الغض من رياض الاغضاء فجنى ثمارها لما جنح * واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك ال له شهادة من طفا بها يقيته وطفح وانتشق عرفها من حدائق الايمان ال ففى البهتان لما نفح وأشهد أن محمدا عيده الذى نص على نشر العلم لما نصح وورسوله الذى من اتبع هداء فقد مجا ومن انضع لهداه فقد نجح صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين اقتبسوامن سناء لما سنح ، وامتثلوا آوامره فا منهم من اجترا عليه ولا اجترحء صلاة رى لشرها بين الجتان وسرح * واطرب صدى طابرها لما صدح * ما انسفك دمع المحب وانسفح . وجري من الجفون وجرح . وسلم تسليما كثيرا الي يوم الدين ( وبعد) فاتي لما وآيت الشعراء قد
صفحة ٣
============================================================
(3)
اطنبوا في ذكر الدمع وبالغوا في وصفه ضمن الرثاء والتشبيب وتفننوا ال و سلكوا في تشببهه طرقا متشعبة واستعملوا فيها ضروبا مختلفة ف(اول) مراتبهم آنهم ذكروه من غير مبالغة في آمرء كقول امرئ القيس قفا نبك من ذ كرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول خومل وقول قيس بن درچ هل الحب الا زفرة ثم عبرة * وحر على الأحشاء ليس له برد ال و فيض دموع تستهل اذا بدا * لنا علم من أرضكم لم يكن يبدو (وثانيها) آنه فاضح سرهم وكاشف آمر هم لمن يحاولون كتمانه من ال ذوى قرابة المحبوب وانرقباء ويجعلون الذنب في إنشاء السر المكتم له كقول العباس بن الاحنف لاجزى الله دمع عيني خيرا * وجزى الله كل خير لسانى م دمعى فليس يكتم شيئا * ووجدت اللسان ذا كتمان كنت مثل الكتاب اخفاء طي فاستدلوا عليه بالعنوان وكقول عليم بن آروح الكلبي وقال له الواشون باح وصدره * على بعض اطراف الودائع مغلق الوما باح الا أن إنسان عينه لذكراك من ماء الصبابة مغرق وثالها) انهم اخرجوء عن دائرة المعهود وجعلوه متصل الجري ل دائم الهمول من غير فترة في وقت دون وقت كقول الحماسى ال وما في الارض اشقى من محب * ولو وحد الهوي خلو المذاق تراء باكيا في كل حال * مخافة فرقة آولاشتياق فيبكى إن نأوا شوقا إلبهم * ويكى إن دنواخوف الفراق
صفحة ٤
============================================================
(4) وكقول المجنون الا طالما لاعبت ليلى وقادني * الى اللهو قلب للحسان تبوع وطال امتراء الشوق عيني كلما * نزفت دموعا تستجد دموع و (رابعها) آنهم تعدوا هذه الرتبة وآدعوا فيه آنه مثل المطر حتى ال سقوا به الديار ورووا يه الأطلال الدارسة المقفرة كقول ابن ميادة ألا من لعين لاترى أبرق الحمى * ولاجانب الصمان الا استهلت بماء لو آن المزن جاد بمتله * وضينايما جادت به حين ولت وقول ابي الطيب دمع جوى فقضى في الربع ماوجبا* لأهله وشفى أناولاكربا سقيته عبرات ظنها مطرا * سوائلامن جقون ظنهاسحبا و(خامسها) انهم ماوقفوا بهعند هذه الغاية بل تجاوزوا حدها ال و شبهوها بالآ نهار الجارية والغدوان الطافية كقول ابي تمام فابدت جمانامن دموع نظامها * على التحر الا آن ناظمها الثغر ال و ما الدمع تافي عز مقي ولوآنها * سقى خدها من كل حين لهانهر ولاسادسها) انهم ماارتضوا بهذا القدر وعدوهمن القلين التذر بل ادعوا انه مثل السيول المتحدرة من أعلى الربى الى بطون الوهاد كقول الشاعر ياسائقى الطعن قلبي في وحالكمو * أملنة رعيها والحفظ إيان ردواللطي وإلاردها تفسى * وأدمعي فهما سيل وليران ال ول(سابسها) انهم نظروا إلى القلية الممكنة في ذلك فلم يجدوحا الا في البحار والطوفان فادعوها لسوعهم وبثوها في جموعهم كقول العباس
صفحة ٥
============================================================
(5)
ابن الاحنف كل جفن على خدى على حدة * طريقة دمعها مستوثق سارر استمطر العين لاتخفى مدامعها كأن ينبوع بحر بين آشفار وكقول مسلم بن الوليد اباعد أيي موسى أسر ببلدة * من العيش أوأفضى لشيء من الدهر بكيت فما تفنى الدموع ولا البكا * كآن دموع العين تغرف من بحر ال و من الرنبة التالثة الى السابعة وقوع ماأدعوه غير ممكن في العادة ال و العقل وكلما علت رتبة زاد امتناع الأمكان لأن مادة البكاهي من فضول تصعدت الى الدماغ من الرطوبات المنفعسلة من غذاء الحجم على ماياتي ال بيانه في المقدمة الثانية ولكن هذا من المبالغات الشعرية التي لاتخرط في سلك التحقيق والا من اين للدمع مادة الطوفان او البحر او السيل ال او المطر ومقي سقى المنازل أوجربى دائما على ممر الاوقات ولكن هذامن سعادات الشعراء وشرف الشعر انه يجوز فيه الكذب ثم لايرضي لمن كذب فيه بالتصديق له حقي يعد من الأحسان ويتلقى بالقبول وكلما زاد الشاعر في دعوى غير الأ مكان عادة وعقلا كلما استحسن منه ذلك تم ي قنع له بالتصديق على كذبه حتي يقال له والله آحست فيصدق على الباطل ويزاد يمينا مع ذلك حانشة ثم لايقتنع له بالتصديق والبين حق : يكون العمل به سنة تتبع وآمرا لايليق الخروج عنه عند ذوى المروهءات و الأحساب والنفوس الآبيةء يقال أن يزبد بن مزيد الشيباني لمسا بلغه قول مسلم بن الوليد فيه لا يعبق الطيب خديه ومفرقه * ولا يمسح عينيه من الكحل
صفحة ٦
============================================================
(6) كانت بين يديه جارية تطيبه فقال لها قومى فقد حرم مسلم علينا العطليب وكان قد التزم ان لا يكذب شاعرا يصفه يوصف (يحكى) أن الرشيد دعاء في بعض الليالى وقال للرسول جثني يه على الحالة التي يكون عليها فألفاه على شرايه فى ثياب المنادمة فحمله اليه فلما رآه الرشيد قال له ما أراك الا أ كذبت شاعرك في قوله ال تراء فى الامن فى درع مضاعفة * لا يأمن الدهر أن يأتي على عجل فقال يا آمير المؤمنين ما أ كذيته وكشف الحلة التي عليه فرأى الرشيد الدروع وهي عليه بين ثيابه والله آعلم ال ولما قدم الاعشى مكة تسامع الناس به وكانت للمحلق امرأة عاقلة وقيل بل ام فقاات له انت رجل فقير خامل الذكر ولك بنات وهذا الاعشى محظوظ ما مدح آحدا إلا آرتفع ولا هجا احدا إلاوضع وعندنا لقحة فلو سبقت الناس اليه ونحرت واحتلت له في شراب لرجوت لك حسن العاقبة فسبق المحلق اليه فآنزله ونحر له وخبزت امرآته وأخرجت له نحيا فيه سمن وجاءت يوطف فيه لبن فلما أكل الأعشى واصحابه ال و كان في عصابة من عشيرته قدم اليه الشراب واستوى له من كبد الناقة واطعمه من اطايبها فلما جرى فيه الشراب وأخذ منه الكاس سأه عن حاله وعياله فعرف البؤس في كلامه وذكر البنات فقال له الاعثى كفيت امرهن فأصبح بعكاظ ينشد قصيدته ارتت وماهذا السهاد المؤرق * ومابي من شوق وما بي مشق ي قال فيها لفي اللوم عن آل المحلق جفنة كمانية الشيخ العراقي تهفق
صفحة ٧
============================================================
(7) رى القوم فيها سارعين وبينهم * مع القوم ولدان من النسل دردق لعمري لقد لاحت عيون كثيرة * الى ضوء ناو بالبقاع تحرق تشب لمقرورين يصطليانها * وبات على النار الندى والمحلق ت رى الجوديجرى ظافرافوق وجهه * كما زان متن المندواني رونق فما اتم القصيدة الا والناس يتسللون الى المحلق يهنشونه ولم تمس واحدة من بناته الا في عصمة وجل اقضل من ابها بالف ضعف* ولله در ابي تمام الطاق حيث يقول ال اوما هو الا القول يسرى فيغتدي * له غرر في اوجه ومواسم رى حكمه ما فيه وهو فكاهة * ويتضى بما يقضى به وهو ظالم ل ولولا خلال سنها الشعر ما دري * يغاة الندى من اين تؤتي المكارم (ونامتها) انهم ادعوا آن الدمع تبدلت بالدم وهذه الرتبة قريبة على
ما ياتي بياته في المقدمة الثانية ومن دعوى الذم فيه بدل الدموع قول لمبي تمام الطاتي من ابيات وأنقذهامن غمرة الموت آنه * صدود فراق لا صدود تعمد وأجرى طاالاشفاق دم مأموردا * من الدم يجرى فوق خدمورد ال وفى قول مزاحم بن الحارث وكان في زمن جرير فقلات وقد ايقنت ان ليس بينشا * تلاق وعيني بالدماء تمور ايا سرعة الاخبارحين تزوجت* فهل يانيني بالطلاق بشير ال و من هنا انفتح باب تشبيه الدمع بالعقيق والمرجان والياقوت لمجرد الحمرة
صفحة ٨
============================================================
(8) حقيقة عرفية عند الحاص والعام وصار هو الاصل والدمع فرعا عليه حت ادعى الشاعر آن المحبوبة انكرت دمعه وطالبته بالحجة والعذرعن بياضه فقال وقائلة ما بال دمعك آبيضا * فقلت لها ياعلو هذا الذى يقى الم تعلمى ان البكا طال عمرء * فشابت دموعى مثلماشاب مفرتي اا و هذا مشهور وهو حسن ولكن لي عليه ايراو يذهب حسنه ويبقى له عذوبته وانسجام تركيبه فقط وهى ان يقية الشيء هى من جنس ماتقدمها وادا كاتت البقية بيضاء دلت على آن الذى نفد منها كان أبيض فعلى هذا ماخرج عن عهدة مطالبتها له بالعذر عن بياضه فان قلت هذا فهم من قوله شابت فدل على آنها انقلبت من اللون الاول الى لون المشيب وهو البياض قلت لم يقل انه كان احمر قبل هذا ولا في البيتين مايدل على شى من هذا بل قال هذا الذى بقى وهبا يصلح آن يكون جوابا لها إذا قالت أن دمعك قليل ألا ترى أن الآخر قال قالوا ودمعي قد صفا لفراقهم * إنا عهدنا منك دمعا آحمرا فأجهم ان الصبابة عمرت فيكم وشاب الدمع لماعمرا فاحترز بذكر الحمرة خوفا من يمثل هذا الايراد عليه وإنما الذي هو أحسن من هذا عندى وأكمل وأبدع لما فيه من زبادة التورية قول بعهم عجبوا من ادمعى اذ غدت بيضاوكانت من دم قان ال لاتجبوا طرفي رب الهوى * فكل يوم هو في شان وقد توسع الشعراء في وصف الدمع بالحرة الى أن نقلوه الي غيرها
صفحة ٩
============================================================
491 مجازا لما سمعوا قول القائل وقالة مابال دمعك آحرا * فقلت لما يامنتهى كل متيق تحرت لضيف الطيف فى جففي الكرى * فهادمه جار غلى صحن وجنق ال و قال بعضهم في الدمع الا سود وقاطة مابال دمعك اسودا * وجمك مصفر وانت بحيل فقلت لها اففى جفاك مدامعى * وهذا سواد المقلتين يسيل ال و هذا المعنى مايح ولكن الشعر منحط فكا نه عروس جليت في تياب حداد وقال اخر في الدمع الاخضر وقايلة مابال دمعك آخضرا * فقلت لها هل تفهمين إشاربي الم تعلمي آن الدموع تجففت * فأجريتها يامحتت من مرارتي ال و هذا المقعطوع ركيك وانما الاستطراد اضطرني الى ذلك ولقائله عذر واضح لكونه دفع الى مضيق هذا الحجواب وكنت قد كلفت نظم ال شي في الدمع الاخضر فاتفق لي هذا المعق فنظمته وهو يقول عذولى مالدمعك اخضرا * جرى في هوى ظبي علا في نفاره ف قلت صفا دمعى وقابلت صدغه * فابصرت فيه لون اس عذارء ال و ت برعت بالنظم في الدمع الاصفر فقلت وقائلة مابال دمعك آصفرا * فقلت اهاماحال عن اصل مانه ال و لكن خدي اصفر من ستم الهوي فسال به والماء لون إناته وقلت فيه ايضا لاتنكروا من ادمعي صقرة * يبصرها الناظر عند الهموع واتا مجرى على تاحل * والملون لاوجنة لا للدموع
صفحة ١٠
============================================================
(10) وقلت ايضا قال حبى على م تبكي بدمع آصفر مكذا تفيض الآماقى قلت إن الدموع تالف خدي * فلهذا تصفر خوف الفراق فقيل لى لم يبق الا الدمع الازرق فقلت قالت وقد نظرت لزرقة آدهعى * آ كذا يكون بكاء صب شيق فأجبتها قد مات في جففي الكرى فجرت دموعي في الحداد الآزرق و(تاسعها) آن الدموع قرحت ما قيهم وجرحت أجفاتهم وخددت خدودهم وهذه الرتبة أيضا داخلة في حيز الامكان على ما يظهر تقريره في المقدمة الثانية ومن هذه الرتبة قول العباس بن الاحتف لقد هد الهوى بدني واضتي * فؤادى الهم من طول اشتيافى بكيت غداة بنت بدمع عين له قرحت جفوني والماء قى وقول مسلم بن الوليد اذا مابنات التفس همت بسلوة * تعرض وهنا طيف اروى فشاقها ال وما زات ابكى العين في رسم منزل بدومة حتي قرح الجفن ماقها ال و(عاشرها) آن العين ذهبت منه ولم يبق لها آثر كقول الباخرزى عبت من دمعقي وعيني * من قبل بين وبعد بين قد كان عيفى بغير دمع * فصار دمعى بغير عين ولبعضهم في المعنى أبكي وتبكى الحمام لكن * شتان مابينها وبيني تكى بعين بغير دمع * ولى دموع بغيرعين ويحصل إذهاب السواد كما أخبر الله تع الى عن يعقوب عليه السلام
صفحة ١١
============================================================
(11) فى الآية الكريمة فقال عن من قائل (ووابيضت عيناء من الحزن فهو كظيم) ثم قال تعالى (فلما أن جاء لبحير ألقاء على وجيه فارتد بصيرا) وهذا في حق الانبياء صلوات الله عليهم معجز لأن المعجز عبارة عن امر خارق للعادة مقرون بالتحدى مع عدم المعارضة وقدرد التبي صلى الله عليه وسلم عين قتادة رضى الله عنه حين ذهبت حتي كانت احسن عينيه وأبرا المسيح صلوات الله عليه الاعمىء وبقية الآيات من الأ مور الخارقة للعادة وقد اختلف المقسرون في قوله تعالى وابيضت ناه من الحزن فقال مقاتل لم يبصر بهما سنين حتى كشف الله عنه ذلك يقميص يوسف عليه السلام والقائلون بهذا التاويل قالوا الحزن الداثم يوجب البكاء الدام وهو يوجب العمى لان البكاء الدأم يحدث كدورة في سواد العين ومنهم من قال آنه ماعمي ولكن صار بحيث يدرك ادراكا ضعيفا وقيل انه ماجفت عيناه عليه السلام من حين فراقه الي حين لقانه وتلك المدة نماون عاما ومنهم من ذهب الى آن يصرء ابايض برؤية الدمع فيه لانه اذا غلب البكا على اليصر كثر الدمع فتصير العين بيضاء بالماء الذى فيهاقلت قد رجخ االامام فحر الدين هذا التأويل و حسنه ولكنه منقوض بما ياي بعد ذلك من قوله تعالى فارتد ب صيرا وهو دليل على آنه كان قد عمي، وروي أن يوسف عليه السلام قال لحجبريل عليه السلام* هل لك علم بيعقوب ، قال و نعم، قال وكيف حزنه قال حزن سبعين تكلى وهي القي لها ولد ومات فقال فهل له في ذلك من اجر قال اجر ماتة شهيد ومن كانت هذه حاله حق له السى قال شاهر من الحماسة
صفحة ١٢
============================================================
(12)
استبق دمعك لابودي البكاه به * وا كفف مدامع من عينيك تستبق ليس الشؤون وان جادت بباقية ولا الجفون على هذا ولا الحدق فان قلت قول شاعر الخماسة ال وقفت كأنى من وراما زجاجة * الي الدار من فرط الصباية آنظر فعيناي طورا بغرقان من البكا * فأعثى وطورا يحسران فأبصر يؤيد ما استحسنه الامام ورجحه لانه قال اذا لظرت الي الدارودموع العين باهتة فيها غشيت وكنث كأنى آنظر من خلف زجاجة شبه الدمع بالزجاجة على عينيه فلا رى شيئا واذا اتحسرت الدموع عن العين أبصر.
قلت اذا انحدر الدمع في العين اما خوف رقيب يحيسه واما ان يكون الكاء تصنعا كمن يعصر شؤونه ليتبا كى فانه يقل إبصاره ويكون أعشى ضعيف البصر وقد قرئ "وجاؤا آياهم عشاء يبكون، بضم العين جمع اعشى لانهم تصنعوا في البكاء وتكلفوا اذ لا حزن عندهم لانهم بلغوا ت صدهم بابعاد يوسف عن آبهم وشتان ما بين بكاهم وبكاء ابهم وما التائحة بكراها مثل الحزينة لقلبهاء وفي قوله تعالى فارتد يصيرا تبيه على انه كان قد عحممي لانه ارتد على حالة كان على خلافها والابصار يخالف العمي وينضم الى هذا ما ذهب اليه بعض المفسرين من انه عمي مدة ثمانى سنين وتهويل الآية وسياق نظعها يدل علي العي وقول يوسف عليه السلام (إذهبوا بقميصى هذا فالقوه على وجه ابي يأت ب صيرا) دليل على انه علم بعماه لانه اول ما بادر اليى زوال ما هو عنده عظيم وهو العمي واما انه سير قيصه ليتحدر الدمع من ابيه وينسفح فهذا بعيد من الذهن اذ ليس هو بكبير آمر ولا مهم والله أعلم بالصواب
صفحة ١٣
============================================================
(11 (وحادي عشرها) ان الدموع نقدت ولم يبق الاما يذوب من النفس فيتصعد من التراقى وبنحدر من الآماق كقول الحارفي خذى بيدى ثم اكشفى الثوب تنظرى* بي الضر إلا آنفي اتستر ال ولي الذى يجري من العين ماؤها * ولكنها تفس تذوب وتقطر وهذه الرتبة بعيدة عن الامكان جدا بل هى من المستحيل وآما اذا آردنا أن تحمل هذا البيت على الامكان تأولنا له وقلثا إن النفس في اللغة كما هي عند الفقهاء ايضأعيارة عن الدم قال السموال تسسيل على حة الظياة تقوستا * وليست على غير السيوف تسيل ال و في عبارة الفقهاء ماليس له نفس سائلة وسوف يردعليك في المقدمة الثانية مايقرب هذه الدعوى من الصدق في أن الدمع آصله الدم ولكن هذا التأويل يذهب ما في البيت من حسن المطابقة وآن الذى يجرى اال من الدمع انما هو ذوب التفس فلا يبق في البيت موقع تام في القلوب (وثانى عشرها) ادعوا انهم من الانصاز على الحزن وانهم يستروحون بانفاقه ويستعينون به على آلم الهوى ودفع غلبة الجوى كقول الحسن ان وهب ابك فمن آيسر ما في البكا * أنه للوجد تسهيل ال وهو إذا انت تاملته * حزن على الحدين محلول وقوي كثير عزة ال و قالوانأت فاختر من الصبر والبكا فقلت البكا أشفى إذا لغليلى (وروى) عن سالمواوى عاصم المقرى رضو الله عنه انه قال لما كنت شابا اصابتفي مصيبة محلدت لها ودفعت البكا بالصبر فكان ذلك
صفحة ١٤
============================================================
(14)
بؤذينى ويؤلمنى حتى رايت اعر ابيا بالكناسة وهو واقف على بعير ينشد ويقول خليلى عوجامن صدورالرواحل * بمهجور خودا فابكيا في المنازل لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفى نجى البلابل فسالت عنه فقيل هو ذو الرمة فأصابتي بعد ذلك مصائب فكنت ابكي فأجد لذلك راحة فقلت قاتل الله الاعرابي فما كان آيصره وهده الرتبة صدقها معلوم وياتى تقرير عليها والبرمان على صحة الدعوى فيها اذا مررت فى انتاء المقدمة الثانية و ارابع عشرها) انهم استنجدوابالاخوان واستنصر واعليه بالاعوان كقول ابن الدمينه الاو ما احدث البين المفرق بيتا * سلوا ولا طول اجتماع تغاليا خليلي ان لا تبكيا لى استعن * خليلا اذا آنزفت دمعا بكى ليا و(خامس عشرها) انهم ساعدوا غيرهم على البكالما فضل عندهم عن القدر المحتاج اليه كقول جميل بن سمرالعذرى خليلي هل بالشام عين حزينة * فتبك على نجد لعلى اعينها قدابتعد الباكون إلا حمامة * مطوقة قد غاب عنها قرينها نجاوبها أخرى على خيرزانة * يكاد يدانيها من الارض لينها ال و(سادس عشرها) انهم ادعوا بكاء المحبوب رحمة لهم كقول إسحق بن ابراهيم الندييم قامت تودعني والدمع يقلبها * فجمجمت بعض ماقالت ولم تين مالت علي تقديني وترشفني كما يميل اسيم الريح بالغصن فأعرضت ثم قالت وهي باكية * ياليت معرفتى إياك لم تكن
صفحة ١٥
============================================================
(15)
وقول ابن المعتز قالت لاتراب خلون معا * وبكت فبال دمعها التحرا ياليته فى مجلس ممنا نشكو إليه الناي والهجرا و(سايع عشرها) أن الحسود يكى على المحب رقة عليه لما حل به وأصابه كقول ابي نواس لم يق الا تفس خافت * ومقلة انسانه باحت بكي له الشامت مما به * ياوعح من يرفى له الشامت نعوذ بالله من حال تؤدي الى رحمة الحسود وبكاء الشامت * وقد احببت ان اجمع في ذلك ما يكون لمن لظر فيه حديقة غضة الحني، جامعة المقى، ساطعة السنى يلذ قظافها، ويمذب نطافها *ويسوغ ارتشافها قد تفتح فيهازهمر النظم الغض * وسقط من البلاغة لؤاؤ الندى على ورقها ال وارفض وترقرق في غدران سطورها سلال الفصاحة وروى الادب المتمكن بانفاسه النفاحة . ولعبت معانيها بلب ذى النطر السليم، لعب الهبات بمال الكرييم ء او السلافة بعقل النديم، وعبث بها اهل الآداب عبث الرقباء بزيارة الاحباب . والدهر المتآخر بحرمان المتقدم في الآداب . وأولع بروايتها آرباب النثر والآداب * ولوع ثقر الاقاحي
بالابتسام ودمع النوادي بالا نسحامء واغري بنقلها المتادبون مإفرار ه النسيم بميل اعطاف القصونء والدموع باذاعة السر المصون * ولم اودع هذا التأليف من الابيات الاماكان لطيف المعني محكم المبني، قد انسجم لفظه وعذب تركييه ولذ في السمع وقعهء وارتشفت النفس مدامه* ونض الاختباز ختامه*
صفحة ١٦
============================================================
(16)
ال من كل معنى يكاد الميت يفهمه حسناويعبده القرطاس والقلم ال ولم اكن في ذلك حاطب ليل بل قاطف نهار لان الابيات في ذلك كثيرة الى الغاية في الدواوين والمجاميع واقسوال الرواة لايسعها فضاء الاحصاء ولاينتهى اليهاغاية الاعداد وان شككت ال سل عنه وانطق به وانظر اليه تجد * مل . المسامع والافواء والمقل واي قحر للاقط ، يتناول كل ساقط ، وأى فض لمتخير. يأني بغير ير . وكم من بيت اذا احذ الاذن على اذن السامع يجزعه ولا يكاد يسيغه ال وكم من معنى اذا حاوله ناظمه لم يتات له كيف يصوغه ميلوا الى سهل الكلام فانه * من خاف مال الى الطريق الأوصر ال بل الذى يجمع ويختار يحتاج الي لطلف ذوق وصخة مييز قيل العلم بالادب ومعرفة البيان والمعانى والبديع ورواية الشعر عن دواوين الشعراء: ومجاميع الادباء . وتواليف البلغاء ، ليكون مايختاره يرشفه جريالا. ويعده سحرا حلالا. ويكون إذا أورده يرف عليه ريحان القلوب وبدورا تلفتت إليها القلوب . اذا شارفت الغروب.
فما كل دار اقفرت دارة الحمى * ولاكل بيضاء الترائب زيفب ال ولطف هذا الذوق الذي آشير اليه ليس مما يكتسب من آفواه الرجال ولا مما يؤخذ عن الاستاذ ولا مما ينبه عليه كبار المعلمين لانه ما عند المعلم ما يقول غير آنه إذا كان النظم والتثر خاليا من الالفاظ الحشوية ل والكلمات الغريبة أو القريبة المخارج او الدالة على المعانى التي تفر النفوس منها بريشا من قلق التركيب غير محتاج الي تقدير ولا حدف ولا اضمار سالما من الضرورة في الاعراب ووزن العروض منسجم النظم ممكن
صفحة ١٧
============================================================
(17)
القوافي خفيفا على القلب وروده سهلا على التفوس استخراج معناه كشعر البها زهير فانهم قالوا ما تعاتب الاحباب ولا تراسل الاصحاب بارق من شعرء وهو لرقته يظن بأنهسهل فاذا حلول شاعر آن يجاريه عر في محاجر الامتناع لانت معاطفه وعز وإنما * يشتد بأس الرحح حين يلين ال و قد اعترف الاديب تور الدين على بن سعيد المغربي في آول كتابه الموسوم بالغراميات اته لما وردمن المغرب ولازمه واخذ يحد وحذوه الى ان رق شعره ونعم لاريب ولا شك، آنه رق وكدت لتاسب السجع آن أقول رك * ولكن ما قارب بخلاف مهيار الديلمى وسيده الشريف الرضى فانه لما تأدب با دابه وسلك طريقه قارب زاندا وكاد نفساهما يكون واحدا وما للبها زهير عندى من المتقدمين الا العياس بن الاحنف اال وهيهات لطف الذوق من وراء هذا كله لانا نحجد في الكلام ماعرى عن هذه الاشياء ولبس له طلاوة غيره وتلك الطلاوة غير معقولة المعنى ولا معلومة السيب وكم في الناس من حسن ولكن * عليك من الورى وقع اختياري واضرب لما ادعيته مثلا يؤيد الحجه * ويهدى الى المحجهء وهو قول چرير ان العيون التى في طرفها خور قتلننا ثم لم بحيين قتلانا ال صرعن ذااللب حتى لاحراك به * وهن أضعف خلق الله إلسانا وقول مسلم بن الوليد قاتل أبطال الوغى فبيدهم * ويقتلثا فى السلم لحظ الكواعب
صفحة ١٨
============================================================
218)
وليست سوف المندتفنى نفوسنا * ولكن سهام فوقت بالحواجب واين قول ابى الشيص.
ال و ق ف الهوى بى حيث أنت فليس لى* متاخر عنهم ولا متقدم اشهت اعدائى فصرت احبهم * إذ كان حظي منك حظي منهمو اجد الملامة في هو اك لذيذة * حبا لذكرك فليمني اللوم اال من قولوهب بن حابر الخزاعى المغرب هددت بالسلطان فيك وإنما * اخشى صدودك لامن السلطان اهوى الملامة في هواك ولودري * آخذ الرشا منى الذى يلحاني واين قول مهلهد الطاعن الطضة التجلاء تحسبها نوما آناخ بجفن العين يخفيها باهذم من هموم النفس صبغته فليس ينفك يجرى في مجاريها من قول ابى العليب كان الهام في البجا عيون * وقد طبعت سيوفك من رقاد وقد صفت الاسنة من هموم * فما يخطرن الا في فؤادي واين قول مهيار الديلمى هعل السائق العجلان يملك أمرء * فما كل سيراليعملات وحيد رفق بأجفان المطي فانما * تداس جباه في الورى وخدود من قول أبى العلاء المصرى الاواب لحدقد صار لحدا مرارا * ضاحك من تزاحم الاضداد ال و دفين على بقايا دنين * في طويل الازمان والآباد حفف الوطء ما آظن أديم ال * أرض الا من هذه الاجساد
صفحة ١٩
============================================================
(19)
واين قول القائل الاليت شعرى هل تذكرت عهدنا * وطيب ليالينا كما أنا ذاكر ال و إنى لاستدتيك بالفكر والمفي * إلى مهجتى حقى كانك حاضر من قول ابي الوليد بن زيدون اما مني قلبى فانت جميعه * ياليتفي اصبحت بعض مناكا يدنى مز اوك حين شطبك النوى * وهم ا كاد به أقبل فاكا واين قول مجير الدين بن تعيم بنده الازرق لما* شده من قد سبانى جدول فوق كثيب * دار يسقى غصن بان من قول محي الدين بن قرناص ال من لقلبي من جور ظبي هواه * لي شغل عن حاجر والعقيق خصره بحت احمر البند بخكى * خصرا فيه خام من عقيق ل فهذه أمثلة ضربتها لك أيها الواقف على هذا التأليف وهي كل مقطوعين منها في معني واحد وليس في احدهما مايمجه السمع ولا ينفر منه القلب ولابد ان يجد الذهن الصافي بينهما فرقا في اللطف يحكم به الذوق الصحيج ولم أراع فيها الترتيب حتي تحكم فيها بذهنك فتعرف الحسمن منها والاحسن بذوقك * ولكن واخقوا على تلك المطايا مسيرهم * فم عليهم فى الظلام التبسم ال واضرب لك مثالا يقرب لك معرفة النظم المنسجم العذب الرقيق من النظم المجرف القلق وهو قول المتنبي: وكذا أسم أغطية الجفون عيونها * من آنها عمل السيوف عوامل
صفحة ٢٠