56

تشنيف السمع بأخبار القصر والجمع

محقق

راشد بن عامر بن عبد الله الغفيلي

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هجري

مكان النشر

بيروت

بسمط لآلىء أحكام القصر والجمع في مبدأ السفر ومنتهاه، وجَلَيْتُ بصري بإثمد ألفاظ معانيها النابغية، التي أعجزت بمعجزات بلاغتها كلَّ بليغ في وشيه وإنشاه، فوجدتها روضاً أريضاً قد ابتسم ثغرُ كمائم أزهارها بكواكب الفرائد الدرية المقتبسة من مصباح منهاج مختار خيرة الله وأصفياه، فيا لها من رسالةٍ ترَّحت عذباتُ حدائقها بنسائم النفحات القدسية، وتزعزعت أزهار أفنانها اليانعة بنقول مقول الأئمة الثقاة، ويا لها من جنةٍ فيها ما تشتهيه الأنفس من آداب السنَّة النبوية، التي أفصح بها صادح الصحيحين والسنن في تغریده و شذاه.

كيف لا، وناسجُ برودها المحبّرة العالِم النحرير المستغرق في عين الوحدة الصمدية(١)، المحتسي من رحيق التحلي كؤوس المناجاة، القائم على قدم الإِخلاص في مقام العبودية، الراقي إلى مقام ((أن تعبد الله كأنك تراه))، العلامةُ الذي نشر لواء علومه على أَفُقِ آفاق البرية، وأضاء بمشارق أنوار هدايته ليل الجهل ودُجَاه، الفهَّامة الذي تفجرت من جَنَانه ينابيع الحكمة الإلهية، مولانا وسيدنا السيد يوسف ابن السيد محمد البطاح، الذي حَسُنت طباعه وسجاياه، لا زال مرتقياً على أَوْج معارج الاستقامة بإخلاصٍ وحُسن طوية، ما لاح برقُ القَبول وحَسُن بکل کتاب ختمه ومبداه.

وكتبه الفقير إلى ربه، محمد بن محمد بن محمد عربي البَنَّاني مفتي المالكية بمكة المكرمة، عفا الله عنه ووفقه لما يحبه ويرضاه.

***

(١) هذا من الاصطلاحات الصوفية المنتشرة في ذلك العصر.

56