تشنيف السمع بأخبار القصر والجمع

ومثله الرواية التي لأبي نعيم في ((مستخرج مسلم))^(١) أي في مستخرجه على صحيح مسلم: ((كان النبي ﷺ إذا كان في سفرٍ فزالت الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً وارتحل)).

فقد أفادت رواية الحاكم وأبي نعيم ثبوت جمع التقديم - أيضاً - وهما روايتان صحيحتان كما قاله المصنف - رحمه الله تعالى - .

ويؤيِّد ذلك قوله: وعن معاذٍ قال: ((خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً)). رواه مسلم^(٢).

إلّا أن اللفظ محتمل لجمع التأخير لا غيرُ، أوْلَهُ ولجمع التقدیم.

ولكن قد رواه الترمذي بلفظ: ((كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى أن يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً، وإن ارتحل بعد زيغ الشمس عجَّل العصر إلى الظهر وصلَّى الظهر والعصر جميعاً))^(٣).

فهو كالتفصيل لرواية مسلم، وقد مَرَّ ما في ((صحيح مسلم)) من حديث أنس برواياته وغيرها .

وكلام ((شرح النووي)) على ذلك في فصل القصر السابق على هذا، والله أعلم.

[الجمع للمرض]:

وأما الجمع للمرض تقديماً وتأخيراً فقد قال به جماعة كما تقدم