تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة

صالح بن عبد العزيز آل عثيمين ت. 1410 هجري
106

تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة

محقق

بكر بن عبد الله أبو زيد

الناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الآخرة خرج من المسجد إلى منزله، وكنت أُذَاكرُه فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أمْلِ علينا. فأمليها عليهم فيكتبونها. وقال قتيبة بن سعيد: كان وكيع إذا صلى العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره وكيع، فأخذ ليلة بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان. قال: هات. فقال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كُهَيل كذا وكذا؟ فيقول أحمد: نعم، حدثنا يحيى، فيقول: سلمة كذا وكذا؟ فيقول: حدثنا عبد الرحمن، فيقول: سفيان عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: وتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ولا يزال يلقي عليه، ويقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ، فلم يزل قائمًا، حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئتَ من كتب وكيع من المصنف، فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإِسناد، وإن شئت بالإِسناد حتى أخبرك بالكلام. أما ثناء مشايخه عليه: فاعلم أن مخايل الإِنسان تلوح وتبين في صباه وبدوّ أمره ومنتهاه، وكانت مخايل العلم والتقى تظهر على أحمد في بدايته؛ ولذلك أثنى عليه مشايخه وقدموه. قال أبو العباس النسائي: كان أحمد بن حنبل إذ جاء إلى المحدث استأذن لأصحاب الحديث حتى يسمعوا بسببه. فمن مشايخه: يزيد بن هارون: كان يزيد يصلي فجاء إليه أحمد بن حنبل، فلما سلم من الصلاة التفت إلى أحمد فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في العارية؟ قال مؤداة، فقال له يزيد: أخبرنا حجاج عن الحكم قال: ليست مضمونة. فقال أحمد: قد استعار النبيُّ ﷺ من

1 / 19