للمبالغة، لأنه مثل الوالي عليها، والقيم، بل هو أكثر من الوالي. والزوج أمير على المرأة، وليس أحد غيره عليها بأمير. وأما الآمر، على فاعل، فهو كل من أمر بأمر، زوجًا كان أو غير زوج.
وأما قوله: مللت الشيء في النار أمه ملًا، فمعناه طبخت أطبخ طبخًا، وشويت أشوي شيا، وحنذت أحنذ حنذا، ولذلك جاء على مثال طبخت أطبخ طبخًا وحنذت أحنذ. وهو خبزة تدخل في رماد حار، ورمل حار، حتى تنضج. ويسمى ذلك: خبز ملة. والملة: الرماد الحار.
وأما قوله: مللت من الشيء أمل، فمعناه سئمت أسأم، وغرضت أغرض، ونحو ذلك؛ فلذلك جاء على أمثلتهما، بكسر الثاني من الماضي، وفتحه من المستقبل. ومصدره: الملل، بفتحتين مثل السأم والغرض، ونحو ذلك، وملالًا أيضًا.
وأما قوله: أسن الرجل يأسن أسنا، / إذا غشي عليه من ريح البئر، على فعل، بكسر عين الفعل من الماضي، وفتحها من المستقبل، فبمنزلة قولهم: بحر الرجل يبحر بحرًا، من البحر. وقولهم: قَمِر يقمر قمرًا، من القمر، إذا حار بصره فلم يبصر، أو أصابه ريح البحر، فأغمي عليه؛ وذلك أن النازل في البئر الآسنة يصيبه من رائحتها وأسونها ما يغمى عليه منها، ولذلك يقال: أسن الماء يأسن يأسن، بفتح عين الماضي وكسرها من المستقبل أو ضمها، كما يقال: أجن يأجِن ويأجُن. ومصدرها: الأجون والأسون، إلا أن الأجون تغير اللون، والأسون تغير الرائحة ومنه قول الله ﷿: (مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ).
وأما قوله عمت في الماء أعوم عوما، فعمناه سبحت أسبح، إلا أنه على مثال غصت أغوص. وهو ضده. وأصلهما جميعًا فتح الثاني من الماضي وفي الحديث: "علموا أولادكم، العوم" ويقال لضرب من السمك: العومة.
1 / 119