ظاهره أن القائل (وهو غير كذوب) هو عبد الله بن يزيد، والضمير للبراء، وليس كذلك، بل قائله أبو إسحاق السبيعي(3)، في عبد الله بن يزيد، فإنه الراوي عنه(4)، فكان ينبغي للمصنف أن يقول: عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، وقد سبق نظيره في حديث أنس(5) هكذا قاله الحفاظ، يحيى بن معين(6)، وأبو بكر الخطيب(7)، والحميدي(8)، وابن الجوزي(9)، وغيرهم. قال يحي بن معين: لأن البراء صحابي لا يحتاج إلى تزكية، ولا يحسن فيه هذا القول(10)، وأما النووي فلما حكاه عن يحيى بن معين قال: هذا خطأ، والصواب عند العلماء أن القائل: (وهو غير كذوب) عبد الله بن يزيد في البراء، ومعناه تقوية الحديث، وتفخيمه وتمكينه في النفس، لا التزكية، ونظيره قول ابن مسعود: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق "(11) وأيضا فعبد الله بن يزيد صحابي أيضا، فالمحذور الذي تخيله ابن معين في البراء مانعا، موجود فيه أيضا(1)، وعلى هذا فكلام المصنف مستقيم، لكن لو ذكر أبا إسحاق لكان أحسن، لاحتمال الكلام الوجهين(2) معا فيخرج من الخلاف، وقد سبقه إلى ذلك الحميدي في الجمع بين الصحيحين(3).
صفحة ٥٥