الأجزاء الأخرى من العالم ، وهذا يعني أن لهذه الأجزاء تأثير ما في أفعاله.
وعلى سبيل المثال ، فإن قيام الإنسان بتناول قطعة من الخبز ، يستلزم العديد من الوسائل ، كاليد والفم والعلم والقدرة والإرادة ، ويستلزم أيضا وجود الخبز في الخارج ، وفي متناول يده ، وعدم المانع والحاجز ، وشروط اخرى ، من زمان أو مكان ، ومع فقدان أحداها يتعذر تحقق الفعل ، ومع تحقق كل تلك العوامل فإن تحقق الفعل سيكون ضروريا (حتميا).
وكما أشرنا آنفا ، فإن ضرورة الفعل بالنسبة إلى مجموع أجزاء العلة التامة تعتبرنسبة إمكان ، ولا يتنافى مع نسبة الفعل إلى الإنسان الذي هو أحد أجزاء العلة التامة ، أي مع كون الإنسان مختارا.
ومما يروى عن أهل البيت عليهم السلام : وهو مطابق لظاهر تعاليم القرآن ، أن الانسان مختار في أفعاله ، ليس بمستقل ، إذ أن الله تعالى قد أراد الفعل عن طريق الاختيار ، وهذاما عبرنا عنه سابقا ، أن الله سبحانه أراد الفعل عن طريق مجموع أجزاء العلة التامة ، والتي أحدها إرادة الإنسان. وفي النتيجة ، أن مثل هذا الفعل الذي يرتبط بإرادة الله تعالى ضروري ، والإنسان أيضا مختار فيه ، أي أن الفعل يعتبر ضروريا بالنسبة إلى مجموع أجزاء علته ولكنه اختيار وممكن بالنسبة إلى أحد أجزائه وهو الإنسان.
والإمام الصادق عليه السلام ، يقول : «
** لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين
صفحة ٢٩