156

المختار عليه ، ولقد ربط المختار دعوته بمحمد بن الحنفية ، ابن علي بن أبي طالب ، وهذا ما جعلهم يطمئنون إلى عدل السيرة والإصلاح. ولقد جعل شعاره «يا لثارات الحسين» وهذا يحقق لهم الهدف الثاني.

ولقد حارب عبدالله بن مطيع ، عامل ابن الزبير في الكوفة ، الثائرين مع المختار بالرجال الذين تولوا قتل الحسين لقد حاربهم بشمر بن ذي الجوشن ، وعمرو بن الحجاج ، وشبث بن ربعي ، وأمثالهم وكان هذا كافيا في حفز الثائرين على المضي في ثورتهم والتصميم على النصر.

وقد أنصف المختار عندما تولى الحكم طبقة في المجتمع الاسلامي كانت مضطهدة في عهد الأمويين ، واستمر اضطهادها في عهد ابن الزبير ، وهي طبقة الموالي «المسلمين غير العرب» فقد كانت عليهم واجبات المسلمين ولم تكن لهم حقوقهم ، فلما استتب الأمر للمختار انصفهم فجعل لهم من الحقوق مثل ما لغيرهم من عامة المسلمين.

وقد أثار هذا العمل الأشراف وسادة القبائل فتكتلوا ضد المختار ، وتآمروا عليه ، وأجمعوا على حربه. وكان على رأس هؤلاء المتمردين قتلة الحسين. ولكنهم فشلوا في حركتهم (1).

ثورة زيد بن علي بن الحسين

وفي سنة 121 ه ، تهيأ زيد بن علي بن الحسين للثورة في الكوفة وثار في سنة 122 ه ، وخنقت الثورة في مهدها بسبب الجيش الأموي الذي كان

صفحة ١٦٠