أما الشاعر ابن النبيه المصري المتوفى سنة 619ه، فقد كان أجرأ شعراء مصر في الأخذ من عقائد الفاطميين، وكان أشدهم مبالغة في مدحه للخليفة الناصر العباسي حتى إن القدماء أنفسهم عابوا عليه هذه المبالغة، واتهموه في دينه، ولابن النبيه عذره، فقد وجد في عصر كانت عقائد الفاطميين لا تزال ماثلة في أذهان الناس، وكان شعر شعراء الفاطميين لا يزال يروى بين الناس، فسار ابن النبيه في تيار هؤلاء الشعراء وخيل له أنه يمدح إمام الفاطميين لا الإمام العباسي عدو الفاطميين، بالرغم من أن الإمام الناصر العباسي نفسه كان متشيعا.
فانظر إلى ابن النبيه في إحدى قصائده في مدح الخليفة الناصر يقول:
بغداد مكتنا، وأحمد «أحمد»
حجوا إلى تلك المنازل واسجدوا
يا مذنبين، بها ضعوا أوزاركم
وتطهروا بترابها وتهجدوا
فهناك من جسد النبوة بضعة
بالوحي جبريل لها يتردد «باب النجاة» «مدينة العلم» التي
ما زال كوكب هديها يتوقد
ما بين سدرته وسدة دسته
صفحة غير معروفة