التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك

محمد كامل حسين ت. 1380 هجري
24

التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك

تصانيف

يا من تجمع فيه كل نقيصة

فلأضربن بسيرك الأمثالا

وزعمت أنك للتكلف حامل

وكذا الحمار يحمل الأثقالا

12

فلا غرابة إذن أن نرى هذه الدعوة التي هي أقرب إلى دعوة القرامطة القديمة قد فشلت في مصر سريعا ، وأن تنفر من داود ومن الذين استجابوا له قلوب سواد المصريين؛ ولذلك لم نعد نسمع عن محاولات أخرى في مصر لإعادة الدعوة الفاطمية بعد محاولة داود هذا.

ومن الطرائف التي حدثت في النزاع بين أهل السنة والشيعة في هذا العصر ما سجله الشعر فيما كان يحدث في عاشوراء، ففي هذا اليوم من كل عام كان الشيعة يقيمون مأتم الحسين بن علي جريا على السنة التي كان يتبعها الشيعة في جميع البقاع الإسلامية، وتقليدا لما كان متبعا في مصر الفاطمية، وكان الشعراء ينشدون أشعارهم في هذه المناسبة مثل ما أنشده العزازي في قصيدته التي ذكرناها من قبل، ومثل قول الشاعر شهاب الدين أبي العباس أحمد بن صالح وقد وقع مطر غزير في ذلك اليوم:

يوم عاشوراء جادت بالحيا

سحب تهطل بالدمع الهمول

عجبا! حتى السموات بكت

صفحة غير معروفة