396

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

تصانيف

فهو يتذوق اللوم ويتشهاه؛ لأنه يصله بصورة المحبوب، وهو في هذا مسبوق بقول دعبل:

أجد الملامة في هواك لذيذة

حبا لذكرك فليلمني اللوم

وهذا السبق لا يغض من فضل ابن الفارض؛ لأنه تناول المعنى بروح مغمور بصدق الإحساس، ودليل ذلك أنه يعود إلى هذا المعنى من حين إلى حين، كأن يقول في مخاطبة العذول:

أحسنت لي من حيث لا تدري وإن

كنت المسيء فأنت أعدل جائر

يدني الحبيب وإن تناءت داره

طيف الملام لطرف سمعي الساهر

فكأن عذلك عيس من أحببته

قدمت علي وكان سمعي ناظري

صفحة غير معروفة