الأشعار القبرية
وهناك شاعر أثرت عنه مقطوعات في الزهد، وهو رجل صوفي النزعة، ولم يقع له في شبابه من النزق والطيش أشباه لما وقع لأبي العتاهية وأبي نواس، وإن كان عرف طوائف من الصبوات، ذلك الشاعر هو الشريف الرضي، الذي حن إلى ملاعب الظباء بالحجاز حنينا هو غاية الغايات في قوة الروح.
نموذج من شعر الشريف الرضى في الزهد
ولا يمكن القول: بأن الشريف من أقطاب هذا الفن، فشعره في الزهد قليل، ولكنه على كل حال من شواهد هذا الباب، ولننظر هذه القصيدة وهي تصور سخريته من الرغبة في استبقاء المال:
يا آمن الأقدار بادر صرفها
واعلم بأن الطالبين حثاث
خذ من تراثك ما استطعت فإنما
شركاؤك الأيام والوراث
لم يقض حق المال إلا معشر
وجدوا الزمان يعيث فيه فعاثوا
صفحة غير معروفة