4
أو قوله: ... مع حفظ لحدود الأوامر والنواهي، فإن انخرم فيك شيء من الحدود فاعلم أنك مفتون متلاعبة بك الشياطين، وارجع إلى حكم الشرع، ودع عنك رأي الهوى؛ لأن كل حقيقة لم تشهد لها الشريعة فهي زندقة.
5
وأخيرا توفي في سنة 561ه/1165م.
أما مؤلفاته فكثيرة، منها: «فتوح الغيب» و«الفتح الرباني» و«الغنيمة لطالبي طريق الحق» و«جلاء الخاطر» وغيرها. (5) أبو نجيب السهروردي
ولد أبو نجيب السهروردي في مدينة سهرورد حوالي سنة 491ه من أسرة تنتمي إلى أبي بكر الصديق، ومنذ طليعة شبابه ارتحل إلى بغداد وتخصص في دراسة الفقه، وبعد أن أتم دراسته ارتحل إلى «أصبهان» وكان قد بدأ يتصوف، فاحترف السقاية ليعيش من عرق جبينه، وفي هذه الآونة اشتهر بالتقوى، ووقف كل أوقات فراغه على الذكر وإرشاد المريدين، فنال احترام الجماهير، وبنى أهل المدينة له ولمريديه عدة من الملاجئ، وبعد ذلك عاد إلى بغداد واشتغل فيها بتدريس السنة لعدد كبير من التلاميذ.
وفي سنة 558ه ارتحل إلى دمشق، فخلع عليه نور الدين زنجي خلعا فاخرة، وأخيرا عاد إلى بغداد فاستقر فيها حتى توفي بها في سنة 564ه.
أما مؤلفاته فلم يأتنا من أنبائها إلا نبأ كتابيه: «آداب المريدين» و«شرح أسماء الله الحسنى»، ولم يرد فيهما من الآراء ما يؤخذ على مؤلفهما، وبهذا يبين أنه كان من المتصوفين العمليين، أو من قسم السنيين الذين لم يتأثروا بالفلسفة في نظرياتهم التنسكية. (6) عمر السهروردي
ولد أبو حفص شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي في سهرورد في سنة 539ه، وهو ابن شقيق أبي نجيب السهروردي السالف الذكر، ولما نشأ تتلمذ على عمه وعلى الشيخ عبد القادر الجيلي، وبعد أن أتم معارفه عين شيخ الشيوخ في بغداد، وأخيرا توفي في سنة 631ه بعد حياة طويلة حافلة بالعلم والعمل.
كان السهروردي من طراز أبي حامد الغزالي في حملته على الفلسفة الإغريقية ومناصرة الشريعة الإسلامية عليها؛ ولهذا كان من فصيلة عمه.
صفحة غير معروفة