ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان¶ والمسالك الا جميع الممالك
تصانيف
============================================================
عبد اللك وبنى عه، وصرف إليه جميع أحواز وشقة، وأسقط عنه الخمسين الألف التى كان ارتهنه عنها ولده وابنته وبنى عمه .
وأقام محمد بن عبد الملك فى سكون وانبساط . ثم إنه حشد وخرج إلى جهة برشلونه . وذكروا أن قصده كان لبنيان ثلم سور طرطوشه وضبطها . ولما صار فى بيط برشلونه سرح الخيل المغيرة فى جهات مختلفة، وبقى فى خاصته وقلة من أصحابه، فخرج عليه العدو وأحيط به، فقتل وقتل من كان معه، ونجا أكثر الخيل المغيرة، وانصرفوا إلى وشقة . فكان هلا كه سنة إحدى وثلماثآة لإثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.
عبد الملك بن محمد بن عبد الملك : وكان عبد اللك قد غزا مع أبيه هذه الغزاة التى قتل فيها ، فتخلص إلى وشقة ودخليا، وطاع له أهلها، وسجل له عليها الامام عبد الله. وتخلى عبد الملك بن محمد إلى آخيه عمروس بحصن منت شون يوم السبت لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثلمائة؛ وبعث آهله إلى محمد بن لب بن محمد بن لب بن موسى بن موسى بن فرتون بن غرسية إلى مدينة لاردة فجاءهم فيمن معه خاصروا عمروس بن حمد * ومن معه. فلما اشتد الحصار عليهم، راسله عمروس بالخروج بمن معه وتسليم الحصن إليه، فأجابه إلى ذلك . ودخل محمد بن لب الحصن يوم الخيس لثلاث عشرة خلت من شوال من العام المؤرخ.
ثم غدر عمروس بن محمد بأخيه تعبد الملك، وتقبض عليه، وأمر بخنقه حتى مات، ودفن بوشقة يوم السبت لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثائة ، وقيل سنة ست وثلاثمائة لائنتى عشرة بقيت من رجب ليلة السبت .
وكان قد [د] اخل محمد بن الحاج على عبد الملك ابن عمه محمد بن وليد ابن عبد الله بن شبريط. فدخل محمد بن وليد مدينة وشقة يوم الثلاثاء لسبع
صفحة ٨١