============================================================
قال احلبن عمر : . ولقد سألت قاضيها أبا عبد الله محمذ بن فورتش، وكان جماعة من فقهاء سرقسطة وشيوخها عنده ، عن السبب الذى أوجب أن لا يصنع على هذين القبرين شىء يعلم به للقاصد والمتبرك بهما، فأخبرنى أن بعض أمراء مدينة مرقسطة أراد أن يصنع على مواضع قبريهما ما تتباين من سائر القبور ، وليعلم من لم يرها أنهما صنعا لذلك، وأراد أن يبنى القبرين، فأتته امرأة صالحة وأخبرته أنهما أتيا إليها فى المنام وأخبراها أنهما يكرهان أن يبنى على قبريهما شىء وأن تترك كما هى ، فأخبرت المرأة ذلك الأمبر فامتنع من بنيان القبرين، وبقيا على ما هما عليه إلى الآن. وحنش بن عبد الله بتى جامعها وأقام محرابه، فلما زيد فى مسجد الجامع هدم الحائط القبلى غير
المحراب، فإنه حفر تحته وجعل على خشبتين كبيرتين وفرش تحت الخشبتين ... وجرت الخشبتان بالحبال فتصدع المحراب فى أول فرش من العمد...
يوم من الجر. فشد المحراب بالحبال وجر فى اليوم الثانى إلى أن وصل به إلى الموضع الذى هو فيه اليوم ، وبنى عليه وحواليه البناء الذى هو الآن عليه: ويذكر أنه لا يدخل مدينة سرقطة حنش أصلا ، ولا يعيش فيها. فمن أهلها من يقول إن فيها طلسما للحناش، ومهم من يقول إن أكثر مدينة سرقسطة مبنى من الرخام الذى يجلب إليها، وهو رخام رخو، وهو صنف من الماح الذرانى، فهو الذى لا تقدر الحناش على دخول الموضع الذى يكون فيها ذلك الملح.
أقاليم سرقسطة : اقليم المدينة ، وهو من باب سرقسطة قبلة منها إلى عقبة مليلة؛ اقليم قصر عباد، وهو متصل باقليم المدينة، وقصر عباد مجاور لطرطوشة، وهو فى هذا 21 العصر منصرف إلى طرطوشة؛ إقليم قتندة وهو على ستين ميلا من مدينة
صفحة ٣٨