بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحسن بن علي عليهما السلام ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي (1).
فولد الحسن بن علي:
1 - 4 - محمد الأصغر وجعفرا وحمزة وفاطمة، درجوا، وأمهم أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
5 - 8 - ومحمدا الأكبر - وبه كان يكنى -. والحسن وامرأتين هلكتا ولم تبرزا.
وأمهم خولة بنت منظور بن زبان (2) ابن سيار بن عمرو بن [جابر] بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن مرة بن غطفان.
9 - 11 - وزيدا وأم الحسن وأم الخير، وأمهم أم بشير بنت أبي مسعود، وهو عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث ابن الخزرج، من الأنصار.
12 - 15 - وإسماعيل ويعقوب، وجاريتين هلكتا، وأمهم جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي.
صفحة ٢٧
16 - 18 - والقاسم وأبا بكر وعبد الله (3)، قتلوا مع الحسين بن علي بن أبي طالب ولا بقية لهم، وأمهم أم ولد تدعى بقيلة.
19 - 21 - وحسين الأثرم وعبد الرحمن وأم سلمة وأمهم أم ولد تدعى ظمياء.
22 - وعمرا، لا بقية له وأمه أم ولد.
23 - وأم عبد الله (4) وهي أم أبي جعفر محمد بن علي بن حسين، وأمهما أم ولد تدعى صافية.
24 - وطلحة، لا بقية له، وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي.
25 - وعبد الله الأصغر، وأمه زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.
قال محمد بن عمر (5): ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.
ذكر الأذان في أذن الحسن 1 - قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري (6) وقبيصة بن عقبة وأبو المنذر إسماعيل بن عمر، قالوا: حدثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن
صفحة ٢٨
عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة.
قال قبيصة وأبو المنذر في حديثهما: بالصلاة.
2 - أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عاصم بن عبيد الله (7)، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة.
ذكر العقيقة 3 - قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن أيوب، عن عكرمة: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن الحسن بكبش، وعن الحسين بكبش.
4 - قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، قال: ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين كبشا كبشا (8).
5 - قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عق عن حسن وحسين كبشا كبشا.
6 - قال: أخبرنا محمد بن حميد العبدي، عن معمر، عن أيوب عن عكرمة:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن الحسن والحسين كبشين.
* * *
صفحة ٢٩
ذكر حلق رأس الحسن والحسين 7 - قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما، فوزنت شعرهما فتصدقت بوزنه فضة.
8 - قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: وزنت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنته فضة.
9 - قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن محمد بن علي بن حسين، قال: وزنت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضة.
10 - قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي، قال: حدثني سليمان بن بلال، قال:
حدثني ربيعة بن [أبي] عبد الرحمن (9)، عن محمد بن علي بن حسين، قال: حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسنا وحسينا ثم تصدق بزنة أشعارهما فضة.
11 - قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: ذبحت فاطمة عن حسن وحسين حين ولدا شاة شاة، وحلقت رؤوسهما وتصدقت بزنة شعورهما.
12 - قال: قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن علي بن حسين، قال: لما ولدت فاطمة حسنا قالت: يا رسول الله، أعق عن ابني بدم؟ قال: لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من الورق على المساكين، أو على كذا - يعني أهل الصفة -، فلما ولدت
صفحة ٣٠
حسينا فعلت مثل ذلك (*).
13 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا الثوري، عن عبد الله بن [محمد ابن] عقيل، عن علي بن حسين، قال: عق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن بكبش، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة على الأوفاض (10).
14 - قال: وأخبرنا أيضا به محمد بن عمر، قال: أخبرنا الثوري، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن علي بن حسين، عن أبي رافع: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أمر أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين على الأوفاض - يعني المساكين الذين في الصفة - (11).
15 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن جعفر، عن أبيه، قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين، فوزن شعر أحدهما فوجد ثلثي درهم.
16 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد بن علي: إن فاطمة - عليها السلام - عقت عن حسن بجزور، وحلقت رأسه فتصدقت بزنته ذهبا وفضة على المساكين (12).
17 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عمرة، عن
صفحة ٣١
عائشة، قالت: عق النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السابع.
18 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه.
19 - وعن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر: إن فاطمة وزنت شعر الحسن والحسين فتصدقت بوزن ذلك فضة.
20 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن سعيد بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: ما بلغ زنة شعورهما درهما.
صفحة ٣٢
ذكر تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين رحمهما الله ورضي عنهما 21 - قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما، واشتق اسم حسين من حسن (13).
22 - قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد البجلي، قالا:
حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه.
23 - قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني مالك بن أبي الرجال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما.
24 - قال: أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال علي: كنت رجلا أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن.
قال: فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين، وقال: إني سميت ابني هذين باسمي ابني هارون شبرا وشبيرا (14).
صفحة ٣٣
25 - قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حربا، قال: بل هو حسن.
فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حربا، قال: بل هو حسين.
فلما ولد الثالث! سميته حربا! فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حربا، قال: بل هو محسن.
ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا وشبيرا ومشبرا (15).
26 - قال: أخبرنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي
صفحة ٣٤
إسحاق، قال: لما ولد الحسن سماه علي حربا، قال: وكان يعجبه أن يكنى أبا حرب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما سميتم ابني؟ قالوا: حربا، فقال: ما شأن حرب؟! هو حسن.
فلما ولد حسين سماه علي حربا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما سميتم ابني؟ قالوا: حربا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شأن حرب؟!
هو حسين.
فلما ولد الثالث سماه حربا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما سميتم ابني؟ قالوا: حربا، فقال: ما شأن حرب؟! هو محسن أو محسن.
27 - قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: أخبرنا عمرو بن حريث، قال:
حدثنا برذعة بن عبد الرحمن - يعني ابن مطعم البناني -، عن أبي الخليل، عن سلمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: سميتهما باسمي ابني هارون - يعني الحسن والحسين - شبرا وشبيرا (16).
28 - قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن حريث، عن عمران بن سليمان، قال: الحسن والحسين إسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية (17).
29 - قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: إن عليا لما ولد ابنه الأكبر سماه بعمه حمزة، ثم ولد ابنه الآخر فسماه بعمه جعفر، قال: فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
إني قد أمرت أن أغير أسماء ابني هذين، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال:
صفحة ٣٥
فسماهما حسنا وحسينا (18).
30 - قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، قال: لما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فسماه حسنا، فلما ولدت حسينا أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا أحسن من هذا، فشق له من اسمه، فقال: هذا حسين.
ذكر شبه الحسن بن علي بالنبي صلى الله عليه وسلم 31 - قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، ومحمد بن كناسة الأسدي، قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: قلت لأبي جحيفة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، كان أشبه الناس به الحسن بن علي (19).
32 - قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري، عن سفيان، عن عمر بن
صفحة ٣٦
سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال: إني لمع أبي بكر إذ مر على الحسن بن علي فوضعه على عنقه، ثم قال:
بأبي شبه النبي * لا شبيها بعلي قال: وعلي معه فجعل علي يضحك.
33 - قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل الشيباني ومحمد بن عبد الله الأسدي، قالا: حدثنا عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال: خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بليال وعلي يمشي إلى جنبه، فمر بحسن بن علي وهو يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول:
وابأبي شبه النبي * ليس بشبه بعلي وعلي يضحك! (20).
34 - قال: وأخبرنا عبيد الله بن موسى، ومحمد بن عبد الله الأسدي ومالك ابن إسماعيل أبو غسان النهدي، قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسن أشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان أسفل من ذلك (21).
صفحة ٣٧
35 - قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم بن كليب، قال:
حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من رآني في النوم فقد رآني، فإن الشيطان لا ينتحلني.
قال أبي: فحدثته ابن عباس وأخبرته قد رأيته - صلى الله عليه وسلم -، قال: رأيته؟ قلت: إي والله، لقد رأيته، قال: فذكرت الحسن بن علي؟ قال:
إي والله، لقد ذكرته وتفيؤه في مشيته.
قال ابن عباس: إنه كان يشبهه (22).
36 - قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، قال: أخبرنا علي بن عابس الكوفي، عن يزيد بن أبي زياد، عن البهي مولى الزبير، قال: تذاكرنا من أشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهله؟ فدخل علينا عبد الله بن الزبير، فقال: أنا أحدثكم بأشبه أهله وأحبهم إليه، الحسن بن علي، رأيته يجئ وهو ساجد فيركب رقبته - أو قال ظهره - فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر (23).
صفحة ٣٨
ذكر ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحسن وما كان يصنع به - صلى الله عليه وسلم - 37 - قال: أخبرنا يزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي، قالا: حدثنا محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه، فقال عيينة (24): ألا أراك تصنع هذا! إنه ليكون الرجل من ولدي قد خرج وجهه وأخذ بلحيته ما أقبله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أملك أن ينزع الله منك الرحمة؟!
وقال محمد بشر - في حديثه -: إنه من لا يرحم لا يرحم.
38 - قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له: اكشف لي بطنك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل منه، قال: فكشف عن بطنه فقبله (25).
صفحة ٣٩
39 - قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حاملا الحسن بن علي على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ونعم الراكب هو (26).
40 - قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، عن هشام بن سعد، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة، قال: ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناي دموعا وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما فوجدني في المسجد، فأخذ بيدي فانطلقت معه فلم يكلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع، فطاف بها ونظر ثم انصرف وأنا معه، حتى جئنا المسجد فجلس واحتبى ثم قال لي: لكاع، ادع لي لكعا.
قال: فجاء الحسن يشتد فوقع في حجره ثم أدخل يده في لحيته، ثم جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكفح فمه فيدخل فاه في فيه، ثم يقول: اللهم
صفحة ٤٠
إني أحبه فأحببه، وأحبب من يحبه (27).
41 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد (28)، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة الدوسي، قال: خرجت مع
صفحة ٤١
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتينا سوق بني قينقاع
صفحة ٤٢
ثم رجع، قالت عائشة فجلس فقال: أثم لكع؟ فظننت أن أمه حبسته تغسله وتلبسه سخابا، فخرج يشتد حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، للحسن.
42 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، وسعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن أبي موسى، قال: سمعت الحسن، قال: حدثنا أبو بكرة، قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعلى الحسن مرة ويقول: إن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.
وزاد سعيد: إسرائيل بن موسى، وزاد: على يده بين فئتين من المسلمين (29).
43 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن الحسن، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحسن: إن ابني هذا سيد، يصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
44 - قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: أخبرني أبو بكرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فإذا سجد وثب الحسن على ظهره - أو قال: على عنقه - فيرفع رأسه رفعا رفيقا لأن لا يصرع، فعل ذلك غير مرة، فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله، رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد؟ فقال: إنه ريحانتي من
صفحة ٤٣
الدنيا، وإن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين (30).
45 - قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حميد، عن الحسن: إن الحسن بن علي جاء ذات يوم فصعد المنبر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فأخذه فوضعه في حجره فجعل يمسح رأسه وقال: إن ابني هذا سيد، وإن الله سيصلح به فئتين من المسلمين (31).
46 - قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعارم بن الفضل، قالا: أخبرنا حماد بن زيد، قال: حدثنا علي بن زيد، عن الحسن، عن أبي بكرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوما فصعد إليه الحسن فضمه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، وقال: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح على يديه فئتين من المسلمين عظيمتين (32).
صفحة ٤٤
47 - قال: أخبرنا بكر بن عبد الرحمن القاضي، قال: حدثنا عيسى بن المختار، عن محمد - يعني ابن أبي ليلى - عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء الحسن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فركب على ظهره، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وهو على ظهره ثم ركع ثم أرسله فذهب.
48 - قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم وسليمان أبو داود الطيالسي وهشام أبو الوليد، قالوا: أخبرنا شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، قال: خطبنا الحسن بن علي على المنبر بعد قتل علي فقام رجل من أزد شنوءة فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا الحسن في حبوته وهو يقول: من أحبني فليحبه، وليبلغ الشاهد منكم الغائب، ولولا عزمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حدثت أحدا شيئا، ثم قعد (33).
49 - قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أبصر الأقرع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل حسنا، فقال: لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم قط! فقال: إنه من لا يرحم لا يرحم.
قال سفيان: وقال بعض الناس: ما أصنع بك إن كان الله نزع منك الرحمة؟! (34).
صفحة ٤٥
50 - قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، وشبابة بن سوار، ويحيى بن عباد، قالوا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حاملا الحسن على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه (35) . 51 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، قال:
حدثني عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحسن: اللهم إني قد أحببته فأحبه وأحب من يحبه (36).
52 - قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا إسرائيل، قال: سمعت سالم ابن أبي حفصة، قال: سمعت أبا حازم، قال: سمعت أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني،
صفحة ٤٦