17

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

الناشر

دار البصيرة

الإصدار

الأولى

مكان النشر

الإسكندرية

٣٩ - إذا أمر بعبادة الله مطلقاً، دخل في عبادته كل ما أمر الله به، وكذلك الطاعة والتقوى والبر والهدى. وإذا قُرن كل منها بغيره فُسر بما يناسب المقام. ومن ذلك تعبير السلف عن الإيمان أنه قول وعمل ونية، أو قول وعمل ونية واتباع سنة، مع شمول كل تعبير منها.

٤٠ - لفظ ((الإيمان)) إذا أطلق في الكتاب والسنة، يراد به ما يراد بلفظ البرِّ، ويلفظ التقوى، وبلفظ الدين. فكل ما يحبه الله ورسوله يدخل في اسم ((الإيمان)).

٤١ - لا يجعل أحد بمجرد ذنب يذنبه، ولا يبدعة ابتدعها، ولو دعا الناس إليها، كافراً في الباطِن، إلا إذا كان مُنافقاً. فأما من كان في قلبه الإيمان بالرسول، وما جاء به، وقد غلط فيما تأوَّله من البدع، فهذا ليس بكافر أصلاً.

٤٢ - وكذلك سائر الثنتين والسبعين فرقة: من كان منهم منافقاً فهو كافر بالباطن، ومن لم يكن منافقاً بل مؤمناً بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافراً بالباطن، وإن أخطأ في التأويل، كائناً ما كان خطؤه.

وقد يكون في بعضهم شعبة من النِّفاق، ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار. ومن قال إن الثنتين والسبعين فرقة كال واحد منهم يكفر كفراً ينقل عن الملة، فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، رضوان الله عليهم، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة، فليس فيهم من كفَّر كل واحدة من الثنتين والسبعين فرقة، وإنما يكفر بعضهم بعضاً ببعض المقالات.

٤٣ - إذا كان (الإيمان)) المطلَّق يتناول جميع ما أمر الله به ورسوله، فإذا ذهب بعض ذلك، فنصوص الرسول وأصحابه تدلّ على ذَهاب بعضه وبقاء بعضه، ولهذا كان السلف يقولون: إنه يتفاضل، ويزيد وينقُص، والناس فيه متفاوتون بحسب قيامهم به وبلوازمه ومکملاته.

٤٤ - وزيادة ((الإيمان)) من وجوه :

17