10

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

الناشر

دار البصيرة

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الإسكندرية

اتصف به المخلوق من كمال، فالخالق أولى به، وكل ما يُنَزّه عنه المخلوق من نقص، فالخالق أولى بالتنزيه عنه.

٧ - وينبغي أن يُعلم: أن النفي ليس في كمال ولا مدح، إلا إذا تضمن إثباتاً، وكلُّ ما (نفى) الله عن نفسه من النقائص، ومشاركة أحد له في خصائصه، فإنها تدلّ على إثبات ضدها من أنواع الكمالات.

٨ - ما أخبر به الرسول عن ربه، فإنه يجب الإيمان به، سواء عرفنا معناه أو لم نعرفه؛ لأنه الصَّادق المصدوق. فما جاء في الكتاب والسنة، وجب على كل مؤمن الإيمان به، وإن لم يفهم معناه. وكذلك ما ثبت باتِّفاق سلف الأمة وأئمتها. مع أن هذا الباب يوجد عامته منصوصاً عليه في الكتاب والسنة، متفق عليه بين سلَف الأمة.

وما تنازع فيه المتأخرون نفياً وإثباتاً، فليس على أحد، بل ولا له، أن يوافق على إثبات لفظه أو نفيه، حتى يعرف مراده، فإن أراد حقاً قُبل، وإن أراد باطلاً رُدَّ، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل، لم يقبل مطلقاً ولم يُرد جميع معناه، بل يوقف اللفظ، ويفسر المعنى.

٩ - سُئل الإمام مالك، رحمه الله، وغيره من السَّلف عن قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (سورة طه، الآية: ٥) كيف الاستواء ؟ فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. فبيّن أن الاستواء معلوم، وأن كيفية ذلك مجهولة. وهكذا يُقال في كل ما وصف الله به نفسه.

١٠ - والله تعالى لا يَعلَم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر، ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره. فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربُّه ومليكه، وأنه على كل شيء قدير، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد علم ما سيكون قبل أن يكون، وقدّر المقادير وكتبها حيث شاء.

10