213

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

الناشر

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

رقم الإصدار

الثانية ١٤٢٧هـ

سنة النشر

٢٠٠٦م

تصانيف

يقول شيخ الإسلام ﵀: "وهم وسط في باب أفعال الله بين المعتزلة المكذبين بالقدرة، والجبرية النافين لحكمة الله ورحمته وعدله، والمعارضين بالقدر أمر الله ونهيه وثوابه وعقابه"١. ثالثًا: وسطيتهم في الوعد والوعيد: فهم وسط في هذا الباب بين الوعيدية من المعتزلة، والخوارج الذين خلدوا مرتكبي الكبائر في النار، والمرجئة الذين لا يجزمون بتعذيب أحد من فساق الأمة، فقال أهل السنة: إنهم في الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم وأدخلهم الجنة، وإن شاء عذبهم في النار بقدر معاصيهم، ثم أدخلهم الجنة فضلًا منه تعالى ورحمة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهم وسط بين الوعيدية الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار..٢، وبين المرجئة الذي لا يجزمون بتعذيب أحد من فساق الأمة، ويكذبون بالوعيد والعقاب بالكلية"٣. رابعًا وسطيتهم في أسماء الدين والإسلام والإيمان: أسماء الدين هي الحدود الشرعية التي علق الشارع عليها أحكامه في الدنيا والآخرة، وهم وسط في هذا الباب بين الوعيدية من المعتزلة والخوارج، حيث أخرجوا مرتكبي الكبيرة من مسمى الإيمان، وقالوا: إن فساق الأمة المحمدية ليسوا مؤمنين على خلاف بينهم، وبين المرجئة الذي جعلوا مرتكب الكبيرة مؤمنًا كامل الإيمان، إيمانه كإيمان أبي بكر وعمر؛ بل كإيمان الملائكة والأنبياء، فلا تضر معصية مع الإيمان، كما لا تنفع طاعة مع الكفر، وتوسط أهل السنة والجماعة فقالوا: مرتكب الكبيرة فاسق بكبيرته

١ الجواب الصحيح لابن تيمية "١/ ٧"، والرسالة الصفدية له "٢/ ٣١٣". ٢ مجموعة الرسائل الكبرى "١/ ٢٧٨"، وانظر: الجواب الصحيح لابن تيمية "١/ ٨". ٣ الرسالة الصفدية لابن تيمية "٢/ ٢١٣"، والجواب الصحيح له "١/ ٨".

1 / 230