طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة
الناشر
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
رقم الإصدار
الثانية ١٤٢٧هـ
سنة النشر
٢٠٠٦م
تصانيف
سبحانه: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦]، فالتوحيد حق الله على العبيد.
وأما إنه أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين فلقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، ولقوله ﷺ لمعاذ ﵁ حين أرسله إلى اليمن: "يا معاذ: إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ﷿، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ... " ١.
وأما إنه سبب العصمة والأمن في الدنيا؛ فلأن الإقرار بالتوحيد يعصم الدم والمال، ويثبت عقد الإسلام، كما قال ﷺ: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه، إلا بحقه، وحسابه على الله" ٢. والتوحيد يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: ٨٢] .
وأما إنه سبب النجاة والفوز في الآخرة فلقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: ٧٢] .
ولقوله ﷺ حين سئل: وما الموجبتان؟ فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار" ٣، وقال ﷺ فيما يرويه عن ربه تعالى: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة" ٤.
_________
١ أخرجه البخاري "١٤٢٥"، ومسلم "١٩".
٢ أخرجه البخاري "١٤٠٠، ٦٩٢٤، ٧٢٨٥"، ومسلم "٢٠، ٢١"، واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة ﵁.
٣ أخرجه مسلم "٩٣"، من حديث جابر بن عبد الله ﵄.
٤ أخرجه الترمذي "٣٥٤٠" بسند صحيح.
1 / 6