طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين
الناشر
دار الاندلس الخضراء
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ/ ٢٠٠١م
تصانيف
الناس فيما اشتبه عليهم".
"قال الشيخ أبو عبد الله ابن بطة ﵀: قد اقتصرتُ يا أخي -صانَكَ اللهُ- من صفة الفقيه على ما أَوردتُ، وكففتُ عن أضعافِ ما أردتُ؛ فإني ما رأيت الإطالة بالرواية في هذا الباب متجاوزةً ما قصدْنا من جواب المسألة، نعم -أيضًا- وتهجينٌ لنا وسبّةٌ علينا، وغضاضةٌ على الموسومين بالعلم، والمتصدرين للفتوى من أهل عصرنا، مع عدم العالِمين لذلك والعاملين به، فأسأل الله أن لا يَمْقتنا، فإنا نَعُدُّ أنفسَنا من العلماء الربانيين، والفقهاء الفهماء العارفين، ونحسِبُ أنا أئمةٌ متصدرون عِلمًا وفُتيا، وقادةُ أهل زمانِنَا، ولَعلَّنا عند الله من الفاجرين، ومن شرار الفاسقين!. فقد رُوي عن الفضيل بن عياض ﵀، قال: إنا نتكلم بكلامٍ أحسب أن الملائكة تستحسنه، ولعلّها تَلْعن عليه! ".
"وقال عيسى بن مريم ﷺ: يا معشر الحواريين الحقَّ أَقولُ لكم: إن الدنيا لا تَصْلح إلا بالمِلْحِ، والطعامَ لا يَطِيبُ إلا به، فإذا فَسَدَ المِلْح فَسَدَ الطعامُ وذهبت المنفعةُ به. وكذلك العلماء مِلْح الأرض لا تستقيم الأرض إلا بهم، وإذا فَسَدَ العلماء فَسَدَت الأرض".
"وقال سفيان بن عيينة: قَدِم عبيد الله بن عمر الكوفة فلمّا رأى اجتماعهم عليه، قال: نسيتم العِلْم، وأذهبتم نوره، لو أدركني وإياكم عمر لأوجعَنا ضربًا.
هذا -رحمكم الله- قول عبيد الله بن عمر ﵀ لِمَن اجتمع عليه من طلبة العلم، وهم: سفيان الثوري، وابن عيينة، وأبو إدريس الخَوْلاني،
1 / 124