عن أبي العطار، قَالَ: كانت دجلة قد انصرفت عن مجراها الأول إلى مجراها هذا. وكان يقال للفرس إن سلطانكم لا يذهب حتى تنصرف دجلة عن مجراها. فلما قدم أبو موسى الأشعري للبصرة «٨»، ذكر له أمر دجلة.
فانصرف، فصار إلى واسط القصب «٩» ليرد دجلة [٥] إلى مجراها الأول.
فأمر بعمل القناطر. فرأى النفقة كثيرة فانصرف وتركها. فلما ولي الحجاج مر بها، فذكر له أمرها. فصار إلى فم الصلح «١٠» فجعل ينظر ويقدر، فقال له دهقان «١١» كبير السن قد أدرك سلطان الفرس: كنت مع أبي وكان مع كسرى. فوقف في هذا الموضع ليصرف دجلة إلى مجراها الأول. فقال له أبي: إنا نجدها في الكتاب تلعب بملك ينفق عليها. ثم لا ترجع إلى موضعها الأول. فتركها وانصرف.
وَقَالَ أبو الحسن: بلغني أن موضع دجلة الأول، في الموضع الذي يقال له دجلة العوراء تأخذ من نحو المبارك «١٢» . فبلغني أنها انفجرت في هذا الموضع ليلة ولد النَّبِيّ ﷺ.
حدّثنا أسلم، قَالَ: ثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن سليمان بن منصور بن أبي شيخ عن جده سليمان بن أبي شيخ عن صالح بن سليمان عن أبي حكيم بنحو هذه القصة.
1 / 33