13
وكذلك يذهب الأستاذ «حتي» فيشك في الأمر ويقول: وفي عزو هذا العمل إلى خالد - وإن كان لا يوثق به - ما يشير إلى الحقيقة الراهنة، وهي أن العرب استقوا معلوماتهم العلمية من المصادر الإغريقية القديمة.
14
والحق أن ابن النديم هو أقدم مصدر ذكر قصة خالد بن يزيد، ثم تناقلها المؤلفون من بعده، ولم يذكر ابن النديم المصدر الذي نقل عنه، ولا يكفي أن يذكر أنه رأى بعض الكتب منسوبة إليه، فإن التزوير في التأليف كان معروفا من عهد مبكر، وبخاصة في كتب الصنعة وما إليها مما يراد الترويج له. وما ينسب إلى خالد، في رأينا، هو مثل ما نسب إلى جابر بن حيان وجعفر الصادق ممن عرفت عنهم بعض النزعات فألف الكتب باسمهم. (7) تدوين الكتب
رأينا أن أول من دون كتب التاريخ والقصص والأخبار، هو عبيد بن شرية لمعاوية لما استدعاه، وقيل: بل إن التأليف كان قبل ذلك؛ فقد روى الإمام البخاري أن عبد الله بن عمر كان يدون بعض أحاديث النبي حينما كان يسمعها من الرسول
صلى الله عليه وسلم
فهو أول تدوين في الإسلام. وروى صاحب توجيه النظر في علوم الأثر أن زيد بن ثابت دون كتابا في المواريث والفرائض. كما روى الإمام مسلم أن بعض العلماء قد ألف رسالة قضاء علي في زمانه. وذكر ابن النديم في الفهرست أنه رأى في مدنية الحديثة خزانة كتب فيها خطوط الإمامين الحسن والحسين، وأمانات وعهودا بخط أمير المؤمنين علي، وبخط غيره من كتاب الوحي، وأن في خزانة المأمون كتابا بخط عبد المطلب بن هاشم في أدم ...
15
ولكن ذلك كله لا يمكن التأكد من معرفة أسلوبه وطريقة تأليفه؛ لأنه قد فقد.
الفصل السابع
صفحة غير معروفة