فتنة أهل الرأي؛ وذلك أنه لما بلغهم موت يزيد خلعوا ربقة الطاعة لبني أمية، وكان على رأسهم الفرحان الرازي، فبعث إليهم عامر بن مسعود أمير الكوفة جيشا بقيادة محمد بن عمير بن عطارد التميمي، فتغلب عليه الرازيون، فبعث إليهم عامر عتاب بن ورقاء التميمي، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى تفرق المشركون وقتل الفرحان.
9 (2)
فتنة أهل خراسان؛ وذلك أنه لم يكفهم موت يزيد واختلاف العرب بعده، وكان أمير خراسان سلم بن زياد، فخطب الناس وردهم إلى بيعته حتى يستقيم أمر الناس على خليفة فبايعوه، ثم نكثوا عهده بعد شهرين، فخرج من خراسان وخلف عليها المهلب بن أبي صفرة، فلما وصل نيسابور لقيه عبد الله بن خازم، فقال له: من وليت خراسان؟ فأخبره فقال: أما وجدت من توليه خراسان غير هذا اليمني؟ اكتب لي عهدا على خراسان، فكتب له وأعطاه مائة ألف درهم، ووقعت فتنة كبيرة بين ابن خازم والمهلب، انشطر فيها العرب شطرين: يمانية ونزارية، وانشطر النزارية إلى ربيعية ومضرية، وقد استمرت هذه الفتن طويلا حتى قال أحد المضريين: إن ربيعة لم تزل غضابا على ربها منذ بعث نبيه من مضر.
10 (3)
فتنة أهل الكوفة: وذلك أنهم لما علموا بموت يزيد، وأن البصريين قد بايعوا عبيد الله بن زياد، عزلوا أميرهم عمرو بن حريث، وأمروا عامر بن مسعود بن خلف القرشي.
11
فمكث ثلاثة أشهر حتى خضعت الكوفة لابن الزبير. (4)
فتنة أهل البصرة: وذلك أنهم بايعوا عبيد الله بن زياد، بعد أن علموا بموت يزيد، ولكنهم لم يلبثوا أن خلعوه ووقعت بين الجانبين حوادث انتهت بهرب عبيد الله إلى الشام، وخضوع البصرة لابن الزبير.
12
واستقر المصران (البصرة والكوفة) لعبد الله بن الزبير حين بعث عليهما عبيد الله بن يزيد الأنصاري على الصلاة، وإبراهيم بن محمد بن طلحة على الخراج.
صفحة غير معروفة