26
وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة، وقيل: بل في السنة الثامنة. وقيل: في التاسعة.
27
وكان موضع المنبر عن يمين مصلى النبي لاصقا بجدار المسجد القبلي.
28
وقد كان هذا المسجد مفروشا بالحصى، وربما وضعت فيه الخمرة، وهي حصير من سعف النخل مضفور بالسيور ونحوها بقدر الوجه والكفين من المصلي. وقيل: هي السجادة التي يسجد عليها المصلي. وروى البخاري عن عائشة قالت: قال لي رسول الله: «ناوليني الخمرة من المسجد.» وروى النسائي عن ميمونة قالت: كان رسول الله يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلو القرآن وهي حائض، وتقوم إحدانا بخمرته إلى المسجد وتبسطها وهي حائض. كما روي أن المسجد كان مفروشا بالحصير.
29
وقد كان المسجد ينظف ويخلق بالطيب؛ فقد رووا أن عثمان بن مظعون تفل في القبلة فأصبح كئيبا لذلك، فسألته امرأته فأخبرها، فعمدت إلى القبلة فغسلتها وخلقتها، فكانت أول من خلق القبلة. وقيل: إن الذي رأى ذلك هو النبي فحكها ثم أمر بخلوق فلطخ به مكانها، ثم خلق الناس المساجد. أما إضاءة المسجد النبوي، فقد رووا أنهم أول الأمر كانوا يوقدون المشاعل من سعف النخل، ثم إن تميما الداري حمل معه من الشام قناديل وزيتا ومقطا، ولما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة، فأمر غلاما له يقال له أبو البراد، فقام فشد المقط - وهو الحبل - وعلق القناديل وصب الماء فيها وجعل المفتل فيها، فلما غربت الشمس أسرجها، فخرج رسول الله إلى المسجد فإذا هو يزهر، فقال: «من فعل هذا؟» قالوا: تميم يا رسول الله. فقال: «نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة .» وفي الاستيعاب في ترجمة سراج مولى تميم: قدم على النبي
صلى الله عليه وسلم
في خمسة غلمان لتميم وأنه سرج للنبي
صفحة غير معروفة