ولا يزال قسم منهم موجودا في مدينة سلمية والقدموس ومصياف في سورية، كما أن في سورية اليوم صنفا آخر منهم يعرف باسم «النصيرية» أو «العلوية» وهم إسماعيليون في الأصل، يرجع اسمهم إلى محمد بن نصير الذي ظهر في الشطر الثاني من القرن التاسع، ويبلغ عددهم نحوا من ثلاثمائة ألف في سورية، ويقيمون في محافظة اللاذقية.
الفصل الخامس
في الأحوال الخارجية
(1) الحروب الصليبية. (2) التجارة الخارجية. *** (1) الحروب الصليبية (1-1) الحملة الأولى
تبتدئ الحملة الصليبية الأولى بين المسلمين ونصارى أوروبا في سنة 1095م/488ه، أما النضال بين المسلمين والنصارى، فيرجع إلى عهد أقدم؛ أي حين تمكن المسلمون أن يسيطروا على ما كان بيد دولة الروم الشرعية من أقاليم حوض البحر الأبيض المتوسط في الشرق، وحين سيطر على شبه جزيرة إيبريا في أوروبا؛ فقد تركت المسيحية للإسلام تلك الديار وفي نفسها حسرة، وكانت تفكر دوما في استعادتها حتى استطاعت استعادة شبه جزيرة إيبريا، وقضت على الإسلام في المغرب العربي (بديار الأندلس). أما في المشرق فإن سلسلة الحروب والغزوات التي كانت بين المسلمين والروم منذ أيام عمر بن الخطاب إلى عهد ريكاردوس قلب الأسد في الحروب الصليبية، ثم في عهد الجنرالين اللنبي وغورو في الاحتلال البريطاني والفرنسي للشرق الأوسط، ثم في حملة قنال السويس الأخيرة وضرب مدينة بورسعيد من قبل القوات الفرنسية والإنكليزية سنة 1956م، ما هي إلا رد على حملات الإسلام الأولى التي أقضت تمضجع النصرانية.
لم تنقطع الحروب بين المسلمين والروم في آسية الصغرى منذ أيام بني أمية وبني العباس إلى عهد سيف الدولة، وكانت هذه الحروب سجالا بين الجانبين، وقد اشتدت هذه الحملات قوة في عهد سيف الدولة ونقفور فوكاس؛ فقد كان لسيف الدولة حملات قاسية كما كان لخصمه نقفور حملات مشابهة، وقد استطاع إمبراطور الروم نقفور في سنة 964م/322ه طرد المسلمين من جزيرة إقريطس (كريت)
1
وقد هدأت حملات الإمبراطورية البيزنطية فترة، حين وقعت الحرب الأهلية بينهم، فخلع الإمبراطور نقفور وحل محله حنا الشمشيق
John Zimiskes
المعروف بالدمستق، وقد كان هذا جبارا ذا مطامع، وضع بيت المقدس أمام عينيه ولكنه مات ولم يصل إلى مطمحه لقوة الدفاع الإسلامي.
صفحة غير معروفة