دون رفاييل ويدرس اللغة العربية.
ثم زار أيضا المكتبة السابق ذكرها، وتحدث عن أنواع الكتب التي كانت فيها، فقال إنه رأى بها كتبا تبحث في فنون الحرب والزراعة والرياضة، وكتبا في القانون والتشريع والأدب من بينها الكوميديا الإلهية:
Il poema di dante
لدانتي، وقال «بروكي» أيضا أنه دهش الدهشة كلها؛ إذ وجد في تلك المكتبة نسخا من كتب «فولتير» و«روسو» والكتاب المقدس، ومجموعة من القصص الفرنسية لكتاب مختلفين، وزادت به الدهشة وهو يتنقل بين هذه المجلدات؛ إذ وجد مجموعة كبيرة من الكتب التي تبحث في النظم الدستورية للحكومات الأوروبية، وهذه كتب على حد قوله: «لا ينتظر أحد أن يجدها في مكتبة عامة في بلد تحكم حكما أوتوقراطيا.» وراعه أخيرا ألا يجد بهذه المكتبة كتبا خاصة بمصر وتاريخها؛ إذ لم يجد بها من هذا النوع إلا رحلة فولني، والكتاب الكبير الذي وضعه المعهد الفرنسي - يقصد كتاب وصف مصر - وبعض أعداد من جريدة «الديكاد».
55
وفي هذه المدرسة أيضا كان يقوم بعض التلاميذ بترجمة «كتب الفنون الحربية وسائر الصنائع»
56
تحت إشراف عثمان نور الدين وأساتذة المدرسة، ولتلاميذ هذه المدرسة فيما أرجح وضع رفاييل قاموسه «الإيطالياني العربي» الذي طبع في سنة 1822، بل لقد صرح رفاييل نفسه بهذا في مقدمته للقاموس؛ إذ يقول: «... وكان إنني قد أقمت على تعليم اللغة الإيطاليانية (كذا) بأمر صاحب العزة، الحاج محمد علي نائب السلطان بمملكة مصر، وقد اضطررت من قبل وظيفة التعليم، وسهولة درك معنى الألفاظ بهذه اللغة والتفهيم على التلامذة الدارسين، وعلى من ينتدب لترجمة الكتب من المتفقهين لأني (كذا) أؤلف قاموسا ترجمانا وجيزا في اللغتين الإيطاليانية والعربية ...»
57
وكان النشاط على أتمه حينذاك لتكوين الجيش المصري الجديد، وتدريبه على النظم الأوروبية الحديثة، فقام عثمان نور الدين بترجمة الكتب الحربية المختلفة في نظم الجيش وقوانينه وتعاليمه عن الفرنسية إلى التركية.
صفحة غير معروفة