Depping ؛ فقد قال عند ذكر هذا الكتاب في قائمته
Ceci, est, je pense, l’ouvrage de Depping, intitulé: “Mœurs et usage des nations” .
وقد أكد رفاعة هذا الترجيح؛ فقد أورد في رحلته ترجمة رسالة وصلته قبيل عودته إلى مصر من المستشرق الفرنسي مسيو «رينو
Reinaud » جاء فيها «... قد حملني مسيو «دبنغ» أن أسأل عن ترجمتك لكتاب العلوم الصغيرة المشتمل على أخلاق الأمم وعوائدهم وآدابهم؛ لأن مسيو «دبنغ» مؤلف هذا الكتاب، فإذا كانت ترجمتك تنطبع في مصر، هل يتيسر لمؤلف الأصل أن يقيد اسمه لتحصيل عدة نسخ من هذا الكتاب بالشراء ...»
158
وهكذا كان رفاعة بعد عودته، كما كان قبل عودته دائم العمل دائب النشاط؛ فقد استطاع في السنوات الثلاث التي تلت عودته أن يراجع كتبا مترجمة في الطب والجغرافية، وقدم للمطبعة كتابين مما ترجم في باريس، أحدهما في علم المعادن، والثاني في علم الاجتماع، وترجم كتابين جديدين طبعا أيضا في بولاق، أولهما في الهندسة، وثانيهما في الجغرافية، واستطاع بعد هذا كله أن يوفق لفتح مدرسة صغيرة تولى وحده فيها تدريس علمي التاريخ والجغرافيا.
وفي أوائل سنة 1250 ظهر في مصر مرض الطاعون، وانتشر في القاهرة وكثير من البلدان الأخرى فطلب رفاعة إجازة وسافر إلى بلده طهطا، ولبث هناك نحو ستة أشهر، زار في خلالها الأهل والأقارب، ولكنه لم ينعم في خلالها بالراحة، بل حمل معه الجزء الأول من جغرافية ملطبرون
Malte Brun
وكان قد بدأ فترجم منه صفحات وهو في باريس، فأكمل ترجمة الجزء الأول كله، يقول في المقدمة: «وكان ذلك في نحو سبعة أشهر مع تراكم غيره من الأشغال علي؛ من ترجمة هندسة، أو طبع ما كان وقت تعريبه بين يدي.» ويتضح من مقدمة هذا الجزء أن رفاعة عرض على محمد علي رغبته في ترجمة هذا الكتاب، فطلب منه الباشا أن يترجم هذا الجزء في مدة لا تزيد عن هذه الشهور السبعة؛ ولهذا بذل رفاعة الجهد كل الجهد ليفي بوعده، وقد فعل؛ وذلك «قصدا لكسب رضاء ولي النعم الأكرم، الذي أمر بترجمته في نحو هذا الزمن وحتم ».
159
صفحة غير معروفة