ولما انتهى نابليون من وضع النظام الجديد لحكم مصر فكر في أن يتقرب إلى والي عكا أحمد باشا الجزار، وأن يكتسب صداقته، فأرسل إليه هدية يحملها فرنسي، «وكان بصحبته أنفار من النصارى الشوام في صفة تجار، ومعهم جانب أرز ونزلوا من ثغر دمياط في سفينة من سفائن أحمد باشا، فلما وصلوا إلى عكا وعلم بهم أحمد باشا أمر بذلك الفرنساوي فنقلوه إلى بعض النقاير، ولم يواجهه، ولم يأخذ منه شيئا، وأمره بالرجوع من حيث أتى، وعوق عنده نصارى الشوام الذين كانوا بصحبته.»
39
وبعد تحطيم الأسطول الفرنسي في موقعة أبي قير البحرية، واليأس من وصول أي مدد جديد من فرنسا، أنشأ «نابليون» فرقة عسكرية من مسيحيي السوريين والأروام، وقام بتنظيم هذه الفرقة وتدريبها الجنرال «كليبر».
40
ولما أعيد إنشاء الديوان في عهد الجنرال «مينو» عين له مترجمان سوريان: القس رفائيل «ترجمان كبير»، وإلياس فخر
41 «ترجمان صغير». وقد لعب الأب أنطون رفائيل زاخور راهبة دورا هاما في الترجمة الرسمية في عهد الحملة، غير أنه لعب دورا أهم في الترجمة العلمية في عهدي الحملة ومحمد علي، مما سنتناول الكلام عنه بالتفصيل في مواضعه.
وذكر الجبرتي مترجما سوريا آخر اسمه «نصر الله»، قال في حوادث ذي القعدة 1215 / أبريل 1801: «توفي محمد أغا مستحفظان مطعونا (أي بمرض الطاعون) ... ولم يقلدوا عوضه أحدا، بل أذنوا لعبد العال أن يركب عوضا عنه، وذلك بمعونة نصر الله النصراني ترجمان قائمقام «بليار».»
42
وممن اتصل بالفرنسيين من المترجمين السوريين أيضا: عبود وميخائيل الصباغ، وهما حفيدا إبراهيم الصباغ طبيب ظاهر العمر، وقد ولد ميخائيل
43
صفحة غير معروفة