تاريخ الصحافة العربية

فيليب دي طرازي ت. 1375 هجري
134

تاريخ الصحافة العربية

تصانيف

كساها الحيا أثواب خطر فدثرت

بنور شعاع الشمس والزهر كالقرط

وتجول هذا الشيخ حسن في بلاد كثيرة يفيد ويستفيد حتى كر راجعا إلى مصر فأقر له علماؤها بالسبق، فتولى التدريس في الأزهر وقلد رئاسة هذه المدرسة بعد الشيخ محمد العروسي سنة 1246ه فدبرها أحسن تدبير إلى سنة وفاته في آخر سنة 1250ه/1835م. وكان محمد علي باشا خديو مصر يجله ويكرمه، وقد خلف عدة تآليف في الأصول والنحو والبيان والمنطق والطب، وله كتاب في الإنشاء والمراسلات تكرر طبعه في مصر، وكان هذا الشيخ عالما بالفلكيات، له في ذلك رسالة في كيفية العمل بالأسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب والبسائط، وكان يحسن عمل المزاول الليلية والنهارية. وقد اشتهر أيضا الشيخ العطار بفنون الأدب والشعر، ومما يروى عنه أنه لما عاد من سياحته في بلاد الشرق رافق إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد الشهير بالخشاب، فكانا يبيتان ويتنادمان ويتجاذبان أطراف الكلام فيجولان في كل فن من الفنون الأدبية والتواريخ والمحاضرات، واستمرت صحبتهما وتزايدت على طول الأيام مودتهما إلى أن توفي الخشاب، فاشتغل الشيخ العطار بالتأليف إلى موته. وله شعر رائق جمع في ديوانه، فمن ذلك ما رواه له الجبرتي (4، 233) في تاريخه يرثي الشيخ محمد الدسوقي المتوفى سنة 1230ه/1815م:

أحاديث دهر قد ألم فأوجعا

وحل بنادي جمعنا فتصدعا

فقد صال فينا البين أعظم صولة

فلم يخل من وقع المصيبة موعبا

وجاءت خطوب الدهر تترى فكلما

مضى حادث يعقبه آخر مسرعا

وهي طويلة قال في ختامها:

صفحة غير معروفة