46
له لوضع رأس مضيفه ماك-كورماك، ورءوس شركائه، في حبل المشنقة. - أغلب الظن أنه تصرف تماما على هذا النحو.
هكذا سأل ماينورانج بعد أن استمع إلى هذه الحكاية. لكن محدثه أجابه بقوله: كلا، لقد أطلق السير وليم سراحهم في اللحظة الأخيرة، ولكنه حتى يشيع الذعر في القلوب، قام بشنق قبطان سفينة القرصنة، الذي وصل محملا بالغنائم المخصصة للتجار من ذوي المنزلة الرفيعة، الذين كانوا يعملون بشراء السلع المسروقة بصورة احتكارية.
عندئذ علق ماينورانج بقوله: إن الأدميرال مونسون يفتقد الإحساس بالعدالة، ولو كنت مكانه لما أصدرت أحكاما بمثل هذه السطحية. إن القرصان الوحيد الذي يستحق أن يشنق هو هذا الرجل الذي لا يخاطر بنفسه، وإنما يعيش على استغلال الآخرين.
على أن ماينورانج ما لبث أن انشغل بأمور أكثر جدية من مجرد القلق بشأن افتقاد هذا الإنجليزي الإحساس بالعدالة؛ إذ جاءه تحذير بقيام سفن إسبانية من كاديس
47
بالهجوم على سفنه، وبعد أن عرف أن ملك إسبانيا قد أرسل ثلاث سفن فقط لمهاجمة تسع من سفنه خرج بنفسه لمقابلتها.
لما لم يفلح فيليب الثالث
48
في التغلب على هذا القرصان العنيد، قرر في النهاية اتخاذ خطوة غير عادية، فأرسل وفدا إلى ياكوف الأول ملك إنجلترا يهدده بإعلان الحرب، إذا لم يمارس سلطانه على مواطن من رعيته. وقد أتت هذه الخطوة الجريئة بنتائج جريئة أيضا؛ فقد أرسل ياكوف الأول إلى فيلا فرنسا مبعوثا يعد ماينورانج ورجاله بالعفو التام إذا ما توقفوا عن أعمال القرصنة، من جهة قرر العاهل الإنجليزي إعداد أسطول قوي ليحطم به القراصنة.
صفحة غير معروفة