تاريخ نجد الحديث وملحقاته

أمين الريحاني ت. 1359 هجري
129

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

تصانيف

ولكن الخبر أشعل الحمية في رجال ابن سعود، فنادوا بالهجوم على صاحب الكويت: «هو عدو لنا يا عبد العزيز، بل هو عدو الله، كيف يطلب منك الهجوم على ابن سويط ثم يخبره بذلك ليكون على حذر؟! رخص لنا فتجري الدماء كالأنهر في أسواق الكويت!»

سكن عبد العزيز روعهم قائلا: «قد قمنا نحن بما علينا، أما هو فقباحة عمله عليه.»

ولكن ابن سويط لم يشأ أن يعادي ابن سعود فأرسل إليه يطلب العفو، فعفا عنه، ثم توجه إلى ناحية الزبير فورد كابدة ووجد هناك أغناما كثيرة لابن السعدون فغنمها كلها. واستمر سائرا إلى سفوان

2

فلاقاه في الطريق رسول من والي البصرة ومعه وفد من أهل الزبير، فأكرموه وقدموا له الهدايا الثمينة من الحكومة ومن الأهالي. وبكلمة أخرى جاءوا خائفين مستعطفين، فأمر ابن سعود جيوشه بألا يتعدوا على أحد وألا يؤذوا أحدا في أطراف الزبير والبصرة.

ثم جاءه إلى سفوان عبد العزيز الحسن من قبل الشيخ مبارك بمهمة جديدة. قد كان لمبارك عدد من «الشواوي»؛ أي رعاة الغنم في تلك الأنحاء لا يأخذ منهم ذبيحة

3

وهم يوما من رعايا العراق ويوما من رعاياه، فكتب إلى عبد العزيز يقول : «أريد منك أن تهجم على هؤلاء الشواوي وتأخذهم أو تأخذ خيولهم وسلاحهم.» لم يخف على عبد العزيز القصد من ذلك، فقد أراد مبارك أن يسترضيه، وأراد من جهة أخرى أن يحرك عليه حكومة العراق، ولكن عبد العزيز لم يمكنه من تحقيق قصده بل قصديه.

قفل من سفوان راجعا إلى الكويت، فرفض قومه أن يرجعوا معه: «لا ندخلها والله غير محاربين.» أبى عبد العزيز ذلك عليهم، فمشوا معه طائعين حتى وصلوا إلى الجهرى، فنزلوا فيها، وقد جاء الشيخ مبارك يسلم على «ولده» فاعتذر عما بدا منه دون إسهاب في التصريح، وقبل عبد العزيز العذر دون معاتبة.

ثم سار يقصد إلى الحساء، وكان قد كثر فيها وفي جوارها الأشقياء، فبلغه وهو في الطريق أن العجمان العاصين هجموا على عرب من عربان فيصل الدويش وأخذوا عددا كبيرا من الإبل ملك رجل من الموصل اسمه «ذو النون» كان في ضيافة ابن سعود، فسارع عبد العزيز إلى مقاتلة المعتدين.

صفحة غير معروفة