============================================================
وفيها توفي عبد الله بن مسعود وأبو در العقادي: وفي سنة ثلاث وتلثين توفي سليمان الفارسي وعمره مما ذكر ماينين وست وخمسين سنة وقبل تلثماية وخمسين قال وفي سنة خمس وتتثين كثر الطعن على عثمان والقدح فيه ومن جملة الأمور التى بقيمها عليه الناس رد عمه الكم بن أبي العاص إلى المدينة وكان النبي صلى الله عليه قد طرده إلى الطايف ولم يرده أبو بكر ولا عمر ومنها عزله عن الكورة سعيد بن أبي وقاص أحد رجال الشورا وتولية العقبه بن أبي مغيظ مكاته مع شربه الخمر واشتهاره بالفسق ومنها إعطاؤه مروان ابن الحكم بن أبي العاص ابن عمه خمس غنايم إفريقية وهي على ما قبل خمس ماية ألف دينار وأربعة ألف دينار واعظاؤه سعبد بن أبي العاص أربعين ألف درهم وتولية عبد الله بن سعيد بن أبي شرح مصر وهو كان من كتاب الوحي وارتد عن الإسلام واهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة فسأل فيه كثمان فأمته التبي وطرده ومتها استلاف لنفسه من بيث المال ماية ألف درهم وكتب عليه بها حجة وأداها عند الأجل ثم أراد أن يستسلف شيئا آخر فمنعه صاحب بيت المال وعرف المسلمين ذلك فخطب عثمان رضي الله عته وقال إنا تستسلف من بيت مالكم ونرد عليكم ثم تكلم هذا السفيه فسمعتم ولعمري لنآخذن حاجتتا وإن رغم أنف أقوام فقال له على إذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه وقال عمار أشهد الله أن أبفى أول زاعم فأمر به عثمان فضرب حتى غشي عليه فلما جاء يوم الجمعة خطب عثمان والناس (34) في المسجد ثم قال اللهم إني أشهدك أني أول تايب قال ثم اضطربت الأمصار على عثمان وأشتد الإنكار عليه وتفاقم الأمر في ذلك.
وفيها سار عبد الله بن سعيد بن ابي شرح إلى عثمان في رجب فمضى محمد بن حتيفة إلى مصر وكان من آكير الموليين على عثمان وأخرج عقبه بن تمام خليفة عبد الله بن سعيد من مصر وخاع عثمان وتأمر على مصر وعاد عبد الله بن سعيد إليها قلم يمكته محمد بن حتيفة من الدخول إليها فرجع إلى عسقلان ومات بها.
قال وفي هذه السنة قدم إلى العديتة الأشتر ملك بن حرث النجعي في مايتي رجل من الكوفة وقدم من البصرة ماية وخمسون رجلا ومن مصر ستماية رجل كلهم مجتمعون على خلع عثمان من الخلافة ثم اجتمعوا بالمدينة فسير اليهم عثمان المغيرة بن شعبة وعمرأ بن العاص ليدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه فردوهما اقيح رد فيعث إليهم علي بن أبي طالب فدعاهم إلى ذلك وضمن لهم ما يعدهم به عثمان وكتب علي وعثمان كتابا بإراحة عللهم وأخذوا عليه عهد الله وأشهدوا علي ابن أبي طالب بضمان ذلك شهودا واقترح المصريون على عثمان عزل عبد الله بن سعيد بن ابي شرح وأن يولي مكانه محمدا بن أبي بكر الصديق فأجابهم إلى ذلك وولى محمد ابن أبي بكر وكتب له بذلك عهدا.
صفحة ٢١