160

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

محقق

لجنة مختصة من المحققين

الناشر

دار النوادر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، وحبس بني قريظة في دار بنت الحارث: امرأة من بني النجار، ثم خرج رسول الله ﷺ إلى سوق المدينة، فخندقَ بها خنادقَ، ثم بعث إليهم، فضرب أعناقهم في تلك الخنادق، وكانوا ست مئة، أو تسع مئة، وقيل: ما بين الثمان والسبع مئة.
ثم قسم رسول الله ﷺ الأموال، فكان للفارس ثلاثة أسهم: للفرس سهمان، ولفارسه سهم، وللراجل سهم، وكانت الخيل يومئذ ستة وثلاثين فرسًا.
ثم قسم سبايا بني قريظة، فأخرج الخمس، واصطفى لنفسه ريحانةَ بنتَ عمرٍو، فكانت في ملكه حتى مات.
واستُشهد في غزوة بني قريظة خلادُ بن زيد بن ثعلبة، شهد العقبة وبدرًا وأُحدًا والخندق ويوم بني قريظة، وقُتل يومئذ شهيدًا، دلَّت عليه امرأةٌ من بني قريظة رَحًى، شَدَخَتْ رأسه، فقال رسول الله ﷺ: "له أَجْرُ شهيدينِ" (١)، وقتلها به (٢)، ولم يستشهد في غزوة بني قريظة غيره.
وفي هذه السنة: توفي سعد بن معاذ بن النعمان بن زيد بن عبد الأشهل ﵁، ولما مات، نزل جبريل ﵇ على النبيِّ ﷺ معتجرًا بعمامة من إِستبرق، وقال: يا محمد! مَنْ هذا الذي فُتحت له

(١) رواه أبو داود في "سننه" (٢٤٨٨)، عن قيس بن شماس ﵁.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٥٣٠).

1 / 135